أعلنت أرامكو السعودية اليوم عن تدشين أول توربين في المملكة لتوليد الطاقة من الرياح لتوفير الكهرباء لمحطة توزيع المنتجات البترولية التابع للشركة في مدينة طريف، شمال غرب المملكة. ويمهد المشروع الذي تم تنفيذه بالشراكة مع جنرال إلكتريك لمرحلة جديدة في خطة أرامكو السعودية الرامية إلى تحقيق الهدف الوطني لتوليد 9.5 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحسب رؤية المملكة 2030. وكانت أرامكو السعودية قد عملت لعدة سنوات على دراسة تطوير مواقع ذات إمكانيات عالية لمشاريع توليد الطاقة من الرياح في المملكة، حيث حددت مواقع عديدة في المملكة تتمتع بإمكانياتٍ هائلة لاستغلال موارد الرياح وتوليد الطاقة منها بأقل تكلفةً في العالم. تدشين عهد جديد وحضر حفل تدشين أول توربين للرياح في المملكة كل من سعادة الأستاذ خالد بن دخيل الرشيدان، القائم بأعمال محافظ طريف، والمدير التنفيذي لأنظمة الطاقة في أرامكو السعودية المهندس عبدالكريم الغامدي، ونائب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لدى جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة، "آن ماكنتي"، والأستاذ روهان تيميلتاس، المدير الإقليمي لدى جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة، والأستاذ زاهر إبراهيم، كبير الإداريين التنفيذيين لشركة جنرال إلكتريك للنفط والغاز في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال. وفي كلمته التي ألقاها في حفل تدشين التوربين، قال المدير التنفيذي لأنظمة الطاقة بالوكالة في أرامكو السعودية، المهندس عبدالكريم الغامدي: "يمثل تشغيل أول توربين لتوليد الطاقة من الرياح نقطة الانطلاق لمرحلة جديدة في المملكة تقودها أرامكو السعودية بالتعاون مع شركائها، حيث سيفي توربين توليد الطاقة من الرياح في طريف بكامل احتياجات محطة توزيع المنتجات البترولية من الكهرباء، بل وسيغذي شبكة الكهرباء الرئيسة بالفائض من الطاقة الكهربائية. ويمكن تسخير إمكانيات الرياح الهائلة للحصول على طاقة جديدة اضافية تدخل في مزيج الطاقة لتحسين كفاءة التوليد في المملكة و بتكلفة منافسة". من جانبه، قال الأستاذ زاهر ابراهيم، كبير الإداريين التنفيذيين لدى جنرال إلكتريك للزيت و الغاز ، المملكة العربية السعودية: "ننظر إلى تدشين هذا التوربين الذي قدمته جنرال إلكتريك على أنه خير مثال على الشراكة المتميزة مع أرامكو السعودية. واليوم مع حدثٍ مهمٍ كهذا تشهد المملكة مرحلة جديدة نفتخر أيما افتخار بأن نكون جزءًا منها. ونتطلع إلى مواصلة العمل مع أصدقائنا وشركائنا في المملكة لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة التي تضمنتها رؤية المملكة 2030". ومن المقرر أن يمدُّ المشروع التجريبي لتوليد الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح الذي نتج عن الشراكة بين أرامكو السعودية وجنرال إلكتريك والذي تم تنفيذه في المرفق التابع لأرامكو السعودية في طريف – وهو محطة توزيع المنتجات البترولية – بطاقة كهربائية قدرها 2.75 ميغاواط تكفي لإمداد 250 منزلاً بالكهرباء عوضاً عن استهلاك مايعادل 19 ألف برميل نفطي سنوياً لتوليد الكمية ذاتها من الكهرباء، وبالتالي تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية. توربين عملاق ويتصل توربين توليد الطاقة من الرياح بشبكة توزيع الكهرباء في محطة توزيع المنتجات البترولية في طريف للمساعدة تقليل كمية الكهرباء المشتراة من الشركة السعودية للكهرباء والحد من الاستهلاك الحالي للديزل المطلوب لإمداد المحطة بالكهرباء. ويبلغ ارتفاع برج توربين توليد الطاقة من الرياح 85 مترًا ويعمل بشفراتٍ قطرها 120 مترًا، وترتفع أطراف المحرك الدوار في التوربين إلى 145 مترًا عن سطح الأرض، وتُصنَّع شفرات التوربين من مواد مركبة خفيفة الوزن تشبه أجنحة طائرة كبيرة تتحرك بفعل تيار الهواء. وقد صُمم التوربين بمواصفات حماية تتلائم وطبيعة المناخ الصحراوي في المناطق المفتوحة في المملكة. وقد قام على تطوير مشروع توربين توليد الطاقة من الرياح متخصصون في قطاع الشبكات الكهربائية في أرامكو السعودية فيما وقع الاختيار على جنرال إلكتريك لتولي أعمال التصميم والتوريد والإنشاء المتصلة به. التزام محلي وعالمي ويساعد الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة على خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في المملكة وعلى الإسهام في الجهود العالمية لتخفيف التأثيرات على المناخ التي أقرتها اتفاقية باريس بهذا الخصوص. فعلى الصعيد المحلي، يُعد التزام المملكة بالاستفادة من الطاقة المتجددة جزءًا من خطة التحول الوطني ورؤية المملكة 2030. وفي ظل برنامج التحول الوطني، تسعى المملكة إلى توليد 3.45 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020 وصولاً إلى 9.5 غيغاواط بحلول عام 2023. وتعد أرامكو السعودية واحدة من الجهات المعنية التي تعمل بقيادة وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية من أجل تحقيق ذلك الهدف. وتقود وزارة الطاقة جهود تدشين البرنامج الوطني للطاقة المتجددة المقرر تنفيذه على عدة مراحل وفق منهجية معينة في إطار سعيها لتحقيق الأهداف بعيدة المدى.