قالت الجمعية الفلكية بجدة لم يمض سوى بضعة أيام على بداية العام الجديد 2017 حتى أطلت علينا أولى الإشاعات حول كارثة سوى تحدث للكرة الأرضية نتيجة لاصطدام كوكب مجهول. هذه المعلومات نقلت عن ديفيد ميد مؤلف كتاب "الكوكب إكس – الوصول 2017" حيث قال إن نجماً وصفه بتوأم لشمس مجموعتنا الشمسية، يتجه نحو الكرة الأرضية من جهة القطب الجنوبي. وقال حسب ادعائه إن هذا النجم يحمل معه في حقل جاذبيته 7 كواكب منها كوكب نيبيرو، كوكب أزرق كبير سماه "كوكب إكس". ويزعم أن الكوكب سيصطدم بالأرض في شهر أكتوبر المقبل، لافتاً إلى صعوبة رؤيته بسبب الزاوية التي يتجه من خلالها إلى الأرض. وأضاف: أن الهزات الأرضية زادت بشكل ملحوظ – ازدادت كميتها وقوتها على حدِّ سواء. وازدادت أنواع العواصف، قوتها، وحجمها. تظهر شقوق في أماكن كثيرة في غلاف الكرة الأرضية. وغيرها. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة: لا وجود لجسم سماوي مسجل لدى الاتحاد الفلكي الدولي أو اكتشف بواسطة وكالة فضاء أو مرصد فلكي حول العالم تحت اسم " نيبيرو " أو " كوكب اكس " او أي اسم آخر سوف يصطدم بالأرض خلال العام 2017 ولم يتم رفع مستوى الخطر على مقياس تورينو لخطر اصطدام الأجسام الفضائية بالأرض. ولو كان ذلك الجسم الخرافي " نيبيرو " موجود وأكبر من الأرض وسوف يصطدم في أكتوبر 2017 فيجب أن يكون مشاهدا الآن من خلال التلكسوبات وسجلته المراصد الأرضية والفضائية وحتى إن كان هذا الجسم قريب من الشمس فإنه من الممكن رؤيته ولو كان هذا الجسم صغيرا مثل القمر سوف يكون مرئيا. وردا على ادعاء أن " نيبيرو او اكس الخرافي" قادم في مسار باتجاه القطب الجنوبي للأرض ولا يمكن رؤيته من النصف الشمالي للكرة الأرضية، لو افترضنا ذلك فيوجد مرصد فلكي كبير في سليدنغ سبريغ بأستراليا عند خط العرض 31 درجة جنوب وموقع تلسكوب جنوب إفريقيا الكبير عند خط العرض 34 درجة جنوب. وهناك نقاط مراقبة في الأرجنتين وتشيلي في أقصى الجنوب عند خط العرض 35 درجة وهذا يعني أن قطب القبة السماوية الجنوبية سوف يكون فوق الأفق للراصدين في تلك المواقع، لذلك لا توجد نقطة في القبة السماوية الجنوبية لا يمكن تغطيتها من خلال تلسكوب أو أكثر. وعلى افتراض أن هذا الجسم الخرافي محتجب عن هذه التلسكوبات عندها سيكون في مسار حلزوني وهذا أمر مستحيل من أجل أن يبقى قريبا من الشمس فهذا أيضا لا يساعد هذه النظرية لأن وكالة الفضاء ناسا تمتلك تلسكوبات فضائية : سوهو – استريو – المرصد الديناميكي – وهي جميعا تراقب الشمس على مدار 24 ساعة وهذه التلسكوبات تكتشف الأجرام القريبة من الشمس مثل المذنبات والكويكبات فما بالنا بكوكب أكبر من الأرض. أن الجسم الخرافي "نيبيرو" تم اقتراح وجوده على يد الكاتب الأمريكي " زكريا سيتيشن " في كتاب الكواكب الاثنا عشر العام 1976 حيث استخدم صورة من ختم خاص من الحضارة السومرية وقام بترجمة شخصية للحروف المسمارية. وذلك من أجل أن يبرهن بأن الحضارة السومرية عرفت 12 كوكبا في نظامنا الشمسي، والكوكب الثاني عشر هو " نيبيرو " وهو يدور حول الشمس مرة كل 3.600 سنوات ، ويعيش على سطحة كائنات تدعى "جودز" وتلك الكائنات وصلت إلى الأرض منذ 450.000 سنه مضت مما يعني أن هذا الجسم مجرد تخمين شخصي وليس قائما على أرصاد فلكية. من جانب آخر ذكرت الإشاعة ازدياد في عدد الزلازل بسبب الجسم الخرافي " نيبيرو ". على الرغم الهزات التي يبلغ قوتها 7.0 او اكبر تظل ثابتة الى حد ما. ان التفسير الجزئي ربما يقع في اواخر القرن العشرين فعلى نحو واضح ازدياد في عدد الهزات الأرضية التي من الممكن تحديدها في كل عام هو بسبب زيادة عدد محطات الرصد الزلزالي في العالم وكثرتها تقوم بتحسين التواصل العالمي . فاليوم يوجد اكثر من 8000 محطات والبيانات الان تتدفق سريعا من تلك المحطات من خلال الانترنت والأقمار الصناعية هذه الزيادة في عدد المحطات وسرعة الحصول على البيانات سمح للمراكز الزلزالية تحديد موقع الزلازل بشكل سريع وتحديد موقع العديد من الهزات الصغيرة التي لم يكن اكتشافها في السنوات الماضية المبكرة . ويجب التأكيد أن الزلازل الارضية لم تزد كثافتها ويوجد هناك بيانات من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي لمدة 110 سنوات والتي تظهر بأنه لا يوجد زيادة غير طبيعية في حجم او عدد الزلال الأرضية. للأسف ان هناك من ينشر معلومات غير صحيحة والأسوأ انها تجد من يصدقها ويساعد في نشرها لذلك نتمنى عدم الانجراف وراء مثل هذه الاشاعات وعدم المساهمه في نشرها بين افراد المجتمع.