في أجواء روحانية إيمانية يكتنفها البياض والنقاء، أدى قاصدو بيت الله الحرام من حجاج ومصلين صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام بمكةالمكرمة وسط منظومة متكاملة من الاستعدادات والترتيبات التي قامت بها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفق توجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- وتحت إشراف معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس ومتابعة معالي نائبه لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم. ومنذ ساعات الصباح الأولى احتشدت الممرات المؤدية إلى البيت العتيق وتعالت تكبيرات العيد ودعوات الحجيج الذين قدموا لأداء طواف الإفاضة بعد وقوفهم في مشعر عرفات ومبيتهم في مزدلفة ورميهم لجمرة العقبة في منى. وقد تكاتفت إدارات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مع الجهات الحكومية المختلفة لتنظيم تفويج الحجاج إلى المسجد الحرام وساحاته، وتنظيم دخولهم عبر أدواره المتعددة وبواباته المنتشرة، في إطار تنفيذ خطة موسم الحج هذا العام في مرحلتها الثانية. والتي اشتملت على تبديل الكسوة القديمة للكعبة المشرفة بالكسوة الجديدة جرياً على العادة السنوية وتفعيل حملة (خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا ) والتي تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن, وتكثيف برامج التوجيه والإرشاد وأعمال النظافة وسقيا زمزم والعربات والصيانة والتشغيل والتي مكّنت بعد عون الله وتوفيقه من أداء المصلين صلاتهم بكل يسر وسهولة. وقد أمّ المصلين في صلاة العيد فضيلة الشيخ الدكتور صالح آل طالب وقد ذكر في خطبته: (بعد حمد الله والثناء عليه, أما بعد: فخير الوصايا وأولها وأتمها وأشملها, هي وصية الله للناس بالتقوى فاتقوا الله. وتزودوا فإن خير الزاد التقوى, فالله لتقواه قد دعاكم. وفي كتابه حثكم عليها وناداكم, ورتب عليها فتوحات الدنيا والخير في أخراكم. وتذكروا برؤية هذه الحشود يوم المحشر, واستعدوا ليوم فيه الصحائف تنشر فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره, ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره. إن لكم على ربكم عرضا فاتقوه, واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون). حجاج بيت الله الحرام, أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وحيثما كنتم في مناكبها وأطرافها: هنيئا لكم هذا العيد, وبارك الله يومكم المجيد, أدام الله عليكم السعد والسرور, وأفاض عليكم بالعيد البهجة والحبور. تقبل الله منكم الطاعات, وأدام عليكم المسرات, غفر الله ذنوبكم وأسعد بالخيرات قلوبكم, وحقق لكم صالح الآمال, ووفقكم لأحسن الأعمال. أعاد الله هذا العيد علينا وعليكم وعلى الأمة جمعاء بالخير واليمن والسعادة, والعز والنصر والتمكين للإسلام والمسلمين. العيد أيها المؤمنون: منحة الله لكم لتَسعدُوا, وهداياه لتُسروا وتعبدوا, عملٌ صالح يُقبل, ورحمٌ توصل, وأيدٍ تتصافح, ونفوسٌ تتسامح, إنه فرحٌ بلا تجاوز. وسرور بلا طغيان. نفرح ونؤجر ونأنس ونثاب. والحمد لله على كمال الدين ويسره. إنه شعيرة من شعائر الله فيها ذكره وشكره والفرح بنعمته, فاهنأوا بعيدكم أيها المسلمون. أيها المسلمون: إن من فضل الله تعالى على هذه المملكة العربية السعودية برجالاتها وأجهزتها ومؤسساتها أنها تبذل جهودا هائلة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين. ومنذ عشرات السنين وهي تدير موسم الحج بكل كفاءة واقتدار ورعاية تدعو للفخار, وهي قائمة بإدارة شؤون الحج بلا مزايدات, ولها السيادة بلا منازع على ما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين, وقد نص دستورها ونظامها الأساسي للحكم على ذلك, والعمارة التي تمت وتتم للحرمين الشريفين ورعايتهما ورعاية قاصديهما ظاهرة شاهرة للعيان. وقد أحاط الله بيته وضيوفه بالأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم وتشتعل نار الفتن والحروب. والحمد لله الذي سخر لبلده الحرام حماة صادقين, حفظ الله بهم الدين وحفظ بهم العباد والبلاد (أولم يروا أنَّا جعلنا حرماً آمنا ويُتخطف الناس من حولهم) فلله الحمد والشكر والثناء, وله الفضل والمنة ومنها العطاء. وقد رفع معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس شكره وتقديره وتهانيه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ولسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ولسمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ونجاح خطة تصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة وعلى ما يولونه من عناية واهتمام للحرمين عامة وللرئاسة خاصةً، داعياً الله عز وجل أن يجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم وأن يبارك في أعمارهم وأن يكلأهم بحفظه وتأييده وأن يتقبل من الحجاج حجهم ودعاءهم ونسكهم وأن يردهم إلى أهاليهم سالمين إنه سميع مجيب.