لا يخفى على أحد أن ميليشيا الحشد التي تشكلت في العراق بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى الأراضي العراقية بفتوى من مرجعية السيستاني الذي يُعتبر الأب الروحي لتلك الميليشيا ومنه تأخذ أوامرها وتوجيهاتها, أي إن مرجعية السيستاني هي المصدر التشريعي لتلك الميليشيا, تشكلت هذه الميليشيا تحت ذريعة الدفاع عن المقدسات وعن المذهب الشيعي ضد المد التكفيري الداعشي, لكن واقع الحال كشف خلاف ذلك تمامًا، حيث وجهت تلك الميليشيا فوهات بنادقها وسنان رماحها وأسنة سيوفها على المدنيين العزل من أهل السنة في المناطق الغربية والشمالية والوسطى في العراق. والكل شاهد وسمع عن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحشد السيستانية بحق أهل السنة في محافظاتالعراق التي فيها الغالبية السُنية في ديالي وصلاح الدين والأنبار والموصل, حيث القتل والتهجير القسري والترويع والاعتقال وسرقة الأموال وتهديم البيوت والمساجد ورفع شعارات طائفية مقيتة, وخصوصًا ما حصل في محافظة ديالي وتحديدًا في منطقة المقدادية وكذلك في منطقة جرف الصخر في محافظة بابل وما يجري الآن في محافظة صلاح الدين من عمليات قتل وإبادة للمعتقلين من المدنيين العزل وعمليات واضحة جدًا للعيان من محاولات تغيير ديموغرافي في تلك المحافظات والتي صاحبها الاستحواذ على الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة ومصادرة الأراضي والأملاك والمزارع, كل ذلك جاء نتيجة الفتوى وصاحب الفتوى الذي تعصب كما تعصبت ميليشياته على أهل السنة ومن أجل من؟ من أجل إيران وخدمة إيران ومشروعها التوسعي في العراق. فكلنا يعلم إن مسألة دخول داعش للعراق هي مسألة مرتبة ومُفتعلة من قبل إيران ومن ارتبط بها من سياسيين كالسفاح المالكي ومن رجال دين كالسيستاني, حيث ادخل الأول – المالكي – داعش للمحافظاتالعراقية الشمالية وهذا ما أكدته تقارير اللجنة النيابية المكلفة بالتحقيق بقضية سقوط الموصل وذلك لأمرين الأول هو ضرب الحراك الشعبي في تلك المحافظات المناهض لحكومة المالكي المعروفة بولائها لإيران والمدعومة من السيستاني تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش, والأمر الأخر هو إعطاء ذريعة لدخول إيران العسكري والاستخباراتي والميليشياوي بصورة مباشرة للعراق وكانت فتوى السيستاني هي الغطاء الشرعي لذلك التدخل الميليشياوي البغيض والذي مورست تحت ظله أبشع وأقبح الجرائم وبصورة يندى لها جبين الإنسانية وكل الأعراف والقوانين, بصورة خرج بها السيستاني ومن معه عن الدين والأخلاق والعقل بعصبيتهم على وتعصبهم لمصالحهم مشاريعهم الضيقة البعيدة كل البعد عن المذهب وخدمة المذهب وحمايته والدفاع عنه, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد" والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي. {{…. يخرجون عن الدين, يخرجون عن الأخلاق, يخرجون عن العقل والعقلاء, بأي شيء ؟ بالتعصب, إذن كيف نتصور موالاة الكافرين؟ كيف نتصور موالاة المحتلين؟ أليس هذا من التعصب؟! أليس هذا خروجًا عن الدين؟! يقول الإمام: "وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وإنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه" الذي يتعصبون عليه يُزيلون حقوقه, يُنفى من الوجود, يُهجر, يُقتل, يُسلب, تُحرق البيوت, تُهدم البيوت, تُحرق الجثث, يُمثل بها, وإنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه, من أين تؤخذ الحقوق؟ تؤخذ الحقوق من هؤلاء وتعطى إلى الآخرين, يقول الإمام "وإنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم وظلموهم" ظلموا الغير من أجل هؤلاء الذين تعصبوا من أجلهم, إذن أخذوا أموال من تعصبوا عليه وأعطوها لمن تعصبوا له, أخذوا حقوق من تعصبوا عليه وأعطوها للذي تعصبوا له, وظلموا من تعصبوا عليه من أجل من تعصبوا له…}}. وما نشاهده اليوم خير شاهد على تلك العصبية الجاهلية البغيضة حتى وصل بهم الأمر أن يتستروا على إجرامهم بالكذب الصراح والمعلن وبأعذار أقبح من الأفعال عندما يقولون إن مختلًا عقليًا هو من قتل العديد من النازحين من أهل السنة!! ولا نعرف كيف يُسمح لمجنون أن يدخل ضمن تشكيلات عسكرية ويُعطى السلاح ؟ وكيف استطاع هذا المجنون أن يميز النازحين عن الحشد ويقع فيهم قتلًا ولم يقتل عنصرًا من الحشد؟! هكذا وصلت بهم العصبية حتى فقدوا المنطق وخرجوا عن العقل والعقلاء بهكذا أعذار وتصريحات وفكانت النتيجة خراب المحافظاتالعراقية بشكل تام بأهلها وما فيها من بنى تحتية. أحمد الملا