ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن المسؤولين الإيرانيين ردوا بغضب على تقارير أمريكية صدرت مؤخرًا عن مراسلات دبلوماسية سرية كشفت وجود اتصالات مكثفة بين مؤسس نظام ولاية الفقيه روح الله الخميني في إيران وإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قبل أسابيع من اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية. وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني أمس السبت، إنه كان من المعروف سابقًا أن الخميني، الزعيم الروحي للثورة الإيرانية، قد تبادل بعض الرسائل مع واشنطن من خلال وسيط خلال فترة إقامته في منفاه بباريس، بيد أن وثائق جديدة أكدت أنه ذهب إلى أبعد من ذلك وحرص على ضمان أن الأمريكيين لن يهددوا خططه بالعودة إلى إيران، وأنه تواصل شخصيًا مع المسؤولين الأمريكيين. وأوضحت الصحيفة أن الوثائق أبرزت أن إدارة الرئيس كارتر انتبهت لتعهدات الخميني، بل ومهدت الطريق لأجل عودته من خلال الضغط على الجيش الإيراني بعدم العودة لطريق الانقلابات العسكرية من جديد، وتضمنت هذه الوثائق مسودة رسالة كانت واشنطن على استعداد لإرسالها للخميني لأجل الترحيب بعودة الاتصالات المباشرة معه، لكنها لم ترسلها في النهاية. وأردفت الصحيفة تقول: «إن هذه الوثائق خلقت جدلًا واسع النطاق في إيران فلو ثبت صحتها فإنها سوف تدمر أسطورة أن الخميني ظل طيلة حياته يقاوم بعنف وجود أي صلة مباشرة مع الولاياتالمتحدة، التي ظلت سيرتها من المحرمات لمدة ثلاثة عقود حتى جاءت المفاوضات النووية الأخيرة». وكان آية الله علي خامنئي، خليفة الخميني في إيران، قد دحض مطلع الشهر الجاري ما جاء بهذه الوثائق وقال إنها تستند إلى بيانات «ملفقة»، فيما أكد مستشاران سابقان بالبيت الأبيض إبان حكم كارتر «في تصريحات خاصة للجارديان» أنهما لا يتشككان في صحة هذه الوثائق، لكنهما استبعدا حقيقة أن الولاياتالمتحدة قد تخلت عن شاه إيران بسهولة. كما أضافت الصحيفة البريطانية: «أنه بالتناقض مع خطبه الأخيرة عن «الشيطان الأعظم»، أظهرت رسائل الخميني إلى المسؤولين الأمريكيين قبل أسابيع قليلة من عودته إلى طهران أنها كانت فيما يبدو استرضائية بشكل مذهل». ورصدت «الغارديان» ما جاء في رسالة أخرى أرسلها الخميني إلى واشنطن عن طريق أحد المبعوثين الأمريكيين؛ حيث حاول فيها تهدئة المخاوف الأمريكية بإمكانية تعريض مصالحهم الاقتصادية لخطر نتيجة تغير السلطة في إيران وقال: «ينبغي ألا يكون هناك خوف بشأن النفط فمزاعم أننا لن نبيع النفط لكم غير صحيحة». جدير بالذكر أن الخميني عاد إلى طهران في أول فبراير من عام 1979، أي عقب أسبوعين من مغادرة الشاه لإيران، بينما أعلن الجيش الإيراني – الذي كان في ظل النفوذ الأمريكي – ولاءه للخميني وفي غضون أشهر قليلة أعلن الخميني أنه أصبح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكانت العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة متوترة منذ البداية، نظرًا لقرب التواصل الذي كانت واشنطن تتمتع به مع نظام الشاه حتى انهارت تمامًا العلاقات مع واشنطن في نوفمبر 1979 عندما هاجمت مجموعة من الطلاب مبنى السفارة الأمريكية واحتجزوا 52 دبلوماسيًا كرهينة لمدة 444 يومًا.