ما حصل من عصف بالمشهد السياسي العراقي في الأيام العشر الأخيرة يبين وبوضوح كيف أن الأجندات الخارجية التي تحرك ساسة العراق "اللاعراقيين" فكل تلك المهاترات والمناكفات والاعتصامات والتظاهرات والاقتحام للمنطقة الخضراء وما تلاه من ردود أفعال محلية وإقليمية ودولية يؤكد للجميع أن الأطراف المشتركة بالعملية السياسية من جهة ومن جهة أخرى الجهات التي تدعي الإصلاح هي عبارة عن أحجار شطرنج ودومينو بيد الدول التوسعية والاستكبارية. فما حصل من ردود أفعال في الشارع العراقي على الشعارات والهتافات التي تم ترديدها من قبل المتظاهرين ضد إيران وقاسم سلماني وعلى الرغم من أنها لم تكن نابعة من صميم الروح الوطنية وإنما جاءت وفق إملاءات خارجية وإلا لكانت هذه الجهة التي رددت تلك الشعارات قد رددتها منذ سنوات عندما كانت تتملق الولي الإيراني ومرتمية بأحضانه الفارسية، فهذه الشعارات أثارت حفيظة بني فارس وأذنابهم في العراق وعبيدهم الذين يسيرون خلف إيران كقيطع الأغنام، وخير شاهد ما قامت به المليشيات التي طالما تظاهرت وادعت كذباً أنها موجودة لخدمة العراق والعراقيين وحماية المقدسات والأعراض!! لكن شاءت الأقدار أن تفضح هذه الأكذوبة التي انطلت على الكثير من أبناء العراق فالكل يعلم أن المهمة الظاهرية وبحسب الإعلام لما يسمى بمليشيا الحشد هي محاربة تنظيم داعش الإرهابي، لكن من شاهد ردة فعل تلك المليشيات إزاء شعارات وهتافات المتظاهرين تصبح لديه قناعة تامة إن هذه المليشيات هي عبارة عن مليشيا إيرانية بامتياز وبدون أي شك فقد وجهت سلاحها وتهديداتها نحو العراقيين لأنهم طالبوا المحتل الفارسي بالخروج من أرض العراق وما تصريح " علي ولايتي " الذي أوضح فيه أن مليشيا الحشد سترد على أي تجمعات تندد بخروج إيران من العراق أو تهدد السياسيين المرتبطين بإيران ماهو إلا خير دليل على أن هذه المليشيات هي مليشيات فارسية تعمل في العراق على رعاية المصلحة الإيرانية ولا يهمها الشعب ولا خدمة الشعب أو مقدساته. فردة الفعل تلك تؤكد ما قاله المرجع العراقي الصرخي ومنذ عدة شهور في حوار له مع صحيفة الشرق {{… هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام، فنسأل الله تعالى أن يقينا شر هذه الفتن والمفاسد العضال…}}. فعلى كل عراقي يحب وطنه حريص على أرضه ومقدساته وثرواته وشعبه أن لا يندفع أو ينجر خلف أكذوبة حماية الأعراض والمقدسات التي جعلت من الشباب العراقي حطباً لنار المشروع الفارسي التوسعي، فهذه المليشيات وكما يتضح هي الحارس الأمين لحكومة الفساد والمفسدين لأنها وجدت فيهم الخسة والنذالة والعمالة لإيران ورعاية مصالحها فلا تقبل بالمساس بهم ولا بإيران حتى وإن كانت فقط شعارات تُردد… فردهم على الشعارات والهتافات هو السلاح وهي – مليشيا الحشد الإيرانية – مستعدة لسفك دماء العراقيين من أجل رعاية إيران ومصالحها. وهذا يوضح دون أدنى شك خطر وفساد الفتوى الطائفية التي أطلقها السيستاني لأنها صبت وتصب في مصلحة إيران ومشاريعها التوسعية فقط. بقلم: أحمد الملا