أدت علاقة جنسية في مقاطعة دالاس بولاية تكساس الأمريكية إلى ظهور أول إصابة بفيروس «زيكا»، بحسب ما أعلن مسؤولون في مجال الصحة، عن اكتشاف أول حالة إصابة بعدوى «زيكا» الفيروسية في المقاطعة. وأضافوا أنه لا توجد أنباء عن انتقال الفيروس محليا عن طريق البعوض في المقاطعة الواقعة بتكساس. ووفقا لمسؤولين في الخدمات الصحية والبشرية بمقاطعة دالاس، فن الحالة التي ظهرت نجمت عن اتصال جنسي، مؤكدين أنهم تلقوا تأكيدا بالعدوى من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ومن جهة أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن فيروس «زيكا» – الذي ينقله البعوض ويشتبه في أنه السبب في إصابة مواليد بتلف في المخ بالبرازيل – ينتقل إلى المواليد عبر الرضاعة الطبيعية. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أيضا في بيان: «تم عزل الفيروس (زيكا) في الحيوانات المنوية للإنسان، كما أن هناك حالة عدوى محتملة من شخص لآخر خلال العملية الجنسية. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتأكيد أن الاتصال الجنسي هو وسيلة من وسائل انتقال الفيروس (زيكا)». وفي سياق متصل، حذرت منظمة الصحة العالمية دول إقليم شرق المتوسط، ومن بينها المغرب، من أنها لا تزال عرضة لخطر البعوضة الناقلة للفيروس. ويضم إقليم شرق المتوسط إلى جانب المغرب كلا من الأردن، وأفغانستان، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، والبحرين، وتونس، وليبيا، وإيران، وسوريا، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والعراق، وعمان، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، والسعودية، واليمن، وفق تصنيف المنظمة. وأوردت منظمة الصحة العالمية أن بلدان إقليم شرق المتوسط لم تسجل حتى أمس (الأحد) أي حالة إصابة بعدوى فيروس «زيكا»، إلا أن هذا لا يعني أنها ليست عرضة لهذا الخطر، بمعنى أنها معرضة لخطر وجود الفيروس، مثلها مثل البلدان التي تعاني تداعياته الصحية الخطيرة. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، علاء العلوان، في بيان له، إنه «إلى حدود السابع من فبراير 2016، لم تسجل أي حالة إصابة بعدوى فيروس (زيكا) في أي بلد من بلدان إقليم شرق المتوسط». وشدد المسؤول في منظمة الصحة العالمية على أن «هذا لا يعني أننا لسنا عرضة لهذا الخطر، بل على العكس، نحن عرضة للخطر، لأن البعوض الذي يسبب انتشار هذه العدوى يوجد في الكثير من بلداننا». ولفت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى أن «الوقاية من التهديد الذي يمثله فيروس (زيكا) تبدأ أساسا من المنزل، عبر بعض الإجراءات البسيطة التي يمكنها حماية أفراد الأسرة من العدوى». ووجه العلوان نصائحه للعائلات في بلدان هذه المنطقة، ومن ضمنها المغرب، قائلا: «عليكم بتنظيف وإفراغ المياه الراكدة من الأماكن التي يحتمل أن يوجد فيها هذا البعوض في بيوتنا أو بالقرب منها، مثل حاويات المياه القديمة وأواني الزهور، والإطارات المستعملة». ولفت المتحدث ذاته إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل بشكل وثيق مع وزارات الصحة للحد من تجمعات البعوض وتقوية ترصد المرض، قصد تحديد أي حالة مشتبهة بأسرع وقت ممكن». وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت مطلع فبراير الحالي أن العيوب الخلقية الأخيرة المرتبطة بانتشار فيروس «زيكا» أصبحت تمثل «حالة طوارئ صحية عالمية»، مبينة أن «الأمر يستدعي استجابة عاجلة وموحدة في عموم العالم». ولا يوجد حاليا لقاح أو عقار لوقف «زيكا»، والطريق الوحيد لتجنب الإصابة به هو تجنب لسعات البعوض الذي ينقل الإصابة بالمرض. وحذرت المنظمة من أن «زيكا» من المرجح أن «ينتشر بشكل كبير جدا» في معظم دول الأمريكيتين.