قال الأمير، تركي الفيصل، الذي شغل منصب رئيس أجهزة الاستخبارات السعودية من 1977 إلى 2001 والذي يرأس حاليًا مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, إن إيران تتهم المملكة بدعم جماعات إرهابية تقوم بتفجير مساجد داخل البلاد فكيف يكون ذلك؟ جاء ذلك في مقابلة للفيصل مع صحيفة لو موند الفرنسية، حيث قال الأمير تركي الفيصل بشأن إنهاء الصراع الدائر في سوريا :" خلال فترة ممارستي عملي، ظهرت "عملية"، لكل وضع تطور في العالم، من دون أن تجد غايتها. وهذا جزء من المشكلة. في عام 1967، بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وهضبة الجولان، صوت مجلس الأمن في الأممالمتحدة على القرار الشهير رقم 242 الذي حدد أهداف السلام. وأصبح ذلك عملية ما زلنا ضمنها بعد خمسين سنة. آمل إذن أن العملية التي أطلقت في فيينا لن تستمر خمسين عامًا. فالقوى التي تشرف عليها لديها الوسائل السياسية، والاقتصادية والعسكرية لوضع حد للمجازر في سورية. يمكن لجميع هذه الدول أن تقول: "اليوم، بدءًا من منتصف الليل، لن نسمح أن يكون هنالك قتيل واحد في سورية، وسنتخذ إجراءات ضد أي شخص يستمر بالعمل على القتل ونطبقها. إنها المشكلة الرئيسية في الأزمة السورية: لدينا القدرات لوضع حد للمجازر، ولكن لا أحد يريد القيام بذلك". ولحل الأزمة السورية نصح بوضع حد للقتال هو الأمر الأول. ويجب وضع المسؤولين عن المذبحة أمام مسؤولياتهم. من هو أكبر إرهابي في سورية؟ إنه بشار الأسد فهو مسؤول عن أكثر من 300000 قتيل، وأكثر من 50000 سجين من دون محاكمة… كما جبهة النصرة (الفرع السوري للقاعدة) وما يدعى بالدولة الإسلامية الذي أفضل أن أدعوها فاحش فهما مستبعدتان عن المفاوضات فلا أرى لما لا يستبعد بشار الأسد. فلقد ألحق الضرر بسورية أكثر من "فاحش" وجبهة النصرة. للأسف تعزز وضعه مع التدخل الروسي. وهذا التدخل لا يمكن تفسيره وهو غير مقبول لأن بشار يستحق المصير ذاته الذي يستحقه البغدادي-خليفة الدولة الإسلامية المعلن ذاتيًا. وأكد بأن موقف السعودية مختلف عن موقف إيران. نحن نساعد السوريين للتخلص من جزار قتلهم بوحشية على مدى خمسة أعوام. الشعب يعارض الجماعات المسلحة و"فاحش" الذين يريدون تدمير المجتمع السوري. وإيران تدعم من جهتها بشار الأسد مئة في المئة وحتى مئة وخمسين في المئة ليس بمواردها الخاصة فحسب، بل من خلال جلب ميليشيات من لبنان ومن العراق ومتطوعين من باكستان وأفغانستان، الخ…. لماذا؟ ليس لمساعدة الشعب السوري ولكن لمساعدة بشار الأسد. تقول إيران أنه على الشعب السوري تقرير مستقبله ولكنها لا تترك له الخيار. ينحاز حرس الثورة الإيرانيين لطرف ويقتلون السوريين. "حرس الثورة الإيرانيون يقتلون السوريين" أدت عملية فيينا المزعومة إلى اتفاق على بعض المبادئ. أولاً، العودة إلى جنيف 1 وحكومة انتقالية لديها كامل السلطات. ثانيًا، المحافظة على مؤسسات الدولة، وهذا الأمر تدعمه السعودية. ثالثًا، تسليم المجرمين الذين ارتكبوا المذابح إلى العدالة. وقدمت إيران مخطط سلام مزعوم من أربع نقاط لا يذكر لا الحكومة الانتقالية ولا تسليم الأشخاص إلى العدالة، ولا المحافظة على مؤسسات الدولة. الشيء الوحيد الذي قالته هو أنه يجب على الشعب السوري الاختيار. ولكن إيران لا تتيح الاختيار للشعب السوري. فحرس الثورة الإيرانيون ينحازون لمعسكر على حساب الأخر ويقتلوا السوريين. ويتهم نظام دمشق وعرابه الإيراني من جهتهما السعودية بدعم الإرهاب في سورية. هؤلاء الإرهابيون الذين تتهمنا إيران بدعمهم يفجرون مساجد في السعودية ويقتلون ليس الشيعة فحسب، ولكن السنة أيضًا. وأطلقوا حملة على يوتيوب تقول: "السعودية، نحن قادمون وسنقتل آل سعود ونحرر الأماكن المقدسة في مكة والمدينة." هل هؤلاء هم الأشخاص الذين ندعمهم؟ إنهم أعداؤنا. وبين بأنه للقضاء على فاحش يجب العمل على تقديم العلاج لبغدادودمشق للشفاء من المرض الذي ينخرهما. المرض هو، بشار الأسد في سورية ونتائج سياسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في العراق. وأشار إلى أن إيران أعدمت العام الماضي آلاف الأشخاص ومن بينهم رجال دين سنة. لم تعلق السعودية قط على هذه الإعدامات لأنه ليس لنا الحق بالتدخل في الشؤون الإيرانية. إيران لم تعلق على إعدام سعودي صدر حكم بحقه من المحكمة ونفذ بعد استنفاذ جميع الطعون بالحكم وحسب بل سمحت أيضًا لبعض الزعران بالاعتداء بطريقة مدبرة على القنصلية السعودية في مشهد والسفارة في طهران وحرقهما. إنها ليست المرة الأولى التي يحرق فيها زعران إيرانيون السفارة السعودية. فلقد سبق أن حدث ذلك في الثمانينات. وهذه المرة لم تقدم إيران اعتذارها للسعودية. "الإيرانيون يريدون السيطرة على البحر الأبيض المتوسط" أشار قائد الحرس الثوري الإيراني هذا الأسبوع إلى أن إيران تعد 200000 جندي في العالم العربي. وفي العام الماضي قال مسؤول إيراني أن إيران تسيطر على أربع عواصم أجنبية-بيروت، دمشق، بغداد وصنعاء. يجب وقف تدخلاتها في شؤون العالم العربي. يريدون السيطرة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط ويقومون بذلك من خلال دعم ميليشيات وإضعاف الحكومات المركزية مثل بغداد، ودمشق، وبيروت. هذه السياسة لا تتغير، إن كان الرئيس الإيراني معتدلاً أم لا، لأن المرشد الأعلى هو من يقرر. وأكد بأن التصعيد بين البلدين ليس من مصلحة أي من المعسكرين. طالما مدت السعودية يدا صديقة لإيران. المرة الأخيرة التي قطعنا فيها علاقاتنا في الثمانينات، لزمنا تقريبًا خمس سنوات لإعادتها. آمل أن تكون المدة هذه المرة أقل. يجب على الإيرانيين أن يتوجهوا أولاً إلينا ويقدموا لنا اعتذارهم عن حرق السفارة وعواقبها. وبشأن الاتفاق النووي الإيراني قال الفيصل:" لم يكن لدى مملكتنا أي تحفظ على الاتفاق. في سبتمبر خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر الملك سلمان عن رضاه بخصوص الضمان الذي أعطاه إياه الرئيس بأن إيران لن يكون لديها أي وسيلة لتطوير سلاح نووي خلال فترة تنفيذ الاتفاق. وخلال زيارته للرياض في 23 يناير، عبر وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن تفهمه لضرورة مكافحة أفعال إيران الضارة. الوضع الداخلي الإيراني تعمه فوضى عارمة، مع مراكز سلطة تريد كلها حصتها من رفع العقوبات، لدرجة لا يمكن لأي أحد أن يحتكر السلطات كلها. إيران هي عبارة عن نمر من ورق في ثوب من حديد، مكون من ميليشيات في لبنان أو في العراق. ولقد أنشأوا حتى حزب الله في الحجاز، في السعودية وحاولوا قتل أمير الكويت. ولكن في الداخل، إيران غير مستقرة. خلق الاتفاق النووي الإيراني توترات بين السعودية والولاياتالمتحدة. ولقد انتقدت أنت نفسك الانسحاب الأميركي من المنطقة… لا تعكس تصريحات الولاياتالمتحدة والسعودية، برأيي، أي توتر في العلاقات بين البلدين. قال الرئيس أوباما أن الولاياتالمتحدة لن تفعل أكثر من مرافقة الترتيبات الإقليمية وليس إملاءها. على السعودية وباقي بلدان المنطقة قبول ذلك. لدينا مسؤولية جماعية. لذلك ترأست السعودية تحالف بلدان إسلامية لمكافحة الإرهاب. في اليمن، التحالف الذي يحارب الحوثيين والرئيس الأسبق علي عبد الله صالح منذ مارس هو تحالف إقليمي اتخذ مسؤولياته. وعن التحالف الإسلامي أوضح الفيصل بأن أول خطوة ستكون إنشاء مركز عمليات في الرياض يجمع القدرات العسكرية والاقتصادية للتحرك ضد الإرهاب: الاستخبارات، نشر الجنود والقوات. وهذا يلزمه وقت للتنفيذ. يمكننا جمع موارد 33 بلدا ضد فاحش، وبوكو حرام، الخ… والتدخل في اليمن وفي مالي، وفي موريتانياوباكستان، وماليزيا، في كل مكان يوجد فيه الإرهاب. وعن اليمن قال الفيصل:" من دون شك. لو لم نتدخل، لكان الوضع في اليمن أسوأ. لم أفكر قط بأنه إذا اندلعت حرب في اليمن فمن الممكن أن تنتهي بسرعة. اتخذ القرار الصحيح ويجب الاستمرار لأن أهداف التحالف شرعية. لا يمكنك القبول بأن تستولي على السلطة عسكريًا ميليشيا مثل الحوثيين مع رئيس سابق أضطر على الاستقالة". يدعم تدخلنا القرار 2216. خارطة الطريق واضحة: يجب على الحوثيين أن يحرروا السجناء، وإرجاع الأسلحة المسروقة، والانسحاب من المدن التي يحتلونها بالقوة واستئناف الحوار السياسي الذي كان قائمًا قبل بداية الحرب. السعودية تريد حلاً سياسيً ولكن الحوثيين رفضوا خطة السلام. وعن الاتهام بقصف المدنيين والبنى الطبية في اليمن, أكد بأن هذا ليس صحيحًا. قبل قول ذلك، يجب تقديم البراهين. لا نسعى إلى قتل المدنيين. وإن حدث ذلك سنتخذ الإجراءات الضرورية. يقوم الحوثيون بقصف عشوائي. هم من يجب مساءلتهم.