تتجه أنظار العالم حالياً إلى تحول استراتيجي "مخيف" في صناعة الأسلحة بتقنية الأبعاد الثلاثية، بإتاحة أول مسدس حقيقي باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد على شبكة الإنترنت خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وتراقب عن كثب العواقب الخطيرة المحتملة جراء الاستغلال السيء الذي يحيكه تنظيم داعش الإرهابي لهذا النوع من الأسلحة. وتشير أصابع الاتهام إلى الطالب الأمريكي كودي ويلسون الدارس للقانون في جامعة تكساس، المثير للجدل، والذي يرأس شركة "ديفينس ديستربيوتد"، والمطورة للمسدس الحقيقي ثلاثي الأبعاد الذي جعل تفاصيل تركيبه وتكوينه والأدوات المستخدمة في تصنيعه متاحة مجاناً على الإنترنت، وبهذا يعرض حياة مئات بل آلاف الأبرياء لخطر الموت، عند وقوعها في أيدي تجار الأسلحة والإرهابيين. ويتزايد في الوقت الحالي مخاوف من قدرة داعش على تصنيع أسلحة ثلاثية الأبعاد، بعدما قدم لهم ويلسون وسيلة بسيطة وسهلة للقتل على طبق من فضة، فما يحتاجه هذا النوع من الأسلحة طابعة ثلاثية الأبعاد تقدر ثمنها ب15 ألف و100 جنيه استرليني لتصنيع المواد يومياً. وبحسب موقع ميرور البريطاني، فإن ويلسون كشف عن عدم مبالاته واكتراثه بعدد الضحايا المحتملين إذا سقطت هذه الأسلحة في أيدي العصابات الإرهابية، لاسيما وأنها قادرة على تجاوز الماسحات الضوئية الموجودة في المطارات الدولية، فهذا يُشكل خطراً أكبر. بسؤال ويلسون عن شعوره بالمسؤولية في حال وقوع هذه المسدسات في أيدي الإرهابيين، رد إنه يدرك أنها يمكن أن تؤذي الآخرين، فهي مصنوعة لهذا السبب، فهي في نهاية المطاف "مسدس" أي "سلاح"، بحسب تصريح ويلسون. وانتقد الخبير العسكري البريطاني لمكافحة الإرهاب هاميش دي بريتون غوردون تصريحات ويلسون وحذر من أن هذا العمل يجعل فرص الإرهابيين في نشر الفوضى والفساد والقتل أسهل بكثير مما مضى، قائلاً إن "الشخص الذي يطلق هذا السلاح شخص غير مسؤول على الإطلاق". وأضاف "نحن نأمل أن تتعامل السلطات الأمريكية بحزم وحسم مع هذا الشخص"، واصفاً إياه ب"المجنون"، علماً بأن المسدسات المطبوعة بتقنية الأبعاد الثلاثية مسموح بها قانونياً في الولاياتالمتحدة، طالما أنها ليست مدرجة من الأسلحة المحرمة قانوناً مثل الأسلحة الآلية.