لم تكن ليلة عادية يقضوها أهالي جازان, فاستيقظوا فجر اليوم الخميس على فاجعة حريق مستشفى جازان العام والذي أدى لوفاة ما يزيد عن 25 وإصابة 123، بحيث أشارت تحقيقات أولية عن سبب الحريق التماس في الكهرباء وإهمال واضح بإغلاق مخارج الطوارئ بالمستشفى بالسلاسل فأصبح الناس محاطين بألسنة الحريق والدخان. ويعتبر مبنى المستشفى حديثًا حيث أنشئ في عام 1433ه بعد انتظار طويل من الأهالي، وحصلت "الوئام" على نسخة من محضر الدفاع المدني بمنطقة جازان بعد فحصهم للمبنى بتاريخ 1433/6/1، حيث يتضح بالمحضر أن قسم السلامة قام بفحص المبنى ثلاث مرات بتاريخ 1433/3/22 – 1433/4/12 – 1433/6/1، وتم تدوين عدة ملاحظات في أول زيارة وعددها 15 فقرة ورفعت للشؤون الصحية وأوصى الدفاع المدني بعدم فتح المستشفى ما لم تعالج هذه الملاحظات حفاظًا على سلامة المرضى والمراجعين والعاملين بالمستشفى، وفي آخر زيارة تبين بكل وضوح أن الملاحظات لا تزال على حالها دون أن تعالج، وتم تشغيل المستشفى دون الاكتراث بما تشكله هذه الملاحظات من مخاطر مستقبليه ومما يبعث القلق والاستغراب مشاهدة كيابل في فتحات التصريف مغمورة بالمياه تنذر بحدوث ما لا يحمد عقباه، وتم حفظ الواقعة بمحضر دون معالجة. وبمجرد ذكر اسم مستشفى جازان يخطر للبال تاريخ طويل من الحوادث، وأكثرها جدلًا إصابة بنت في الثانية عشرة من عمرها بمرض نقص المناعة المكتسبة، وكان السبب "القدر" ، الطفلة ريهام حكمي، التي كانت ضحية إهمال الطاقم الطبي بمستشفى جازان العام؛ مما تسبب في نقل دم ملوث بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" لها. وتعود بداية قصتها عندما ذهبت لطوارئ المستشفى كالمعتاد، وعند الساعة الحادية عشرة ليلاً قامت إحدى الممرضات السعوديات في غرفة الملاحظة بإدخال الإبرة في يدها اليسرى، لتزويدها بكيس كامل بالدم، ومن ثم أمرتها بأن تنام حتى ينتهي وقت نقل الدم إلى جسمها، وبعد الانتهاء من نقل الدم قام أحد الأطباء من قسم الطوارئ بفحصها فحصاً كاملاً قبل خروجها من المستشفى وبعد يومين شعرت بألم ليس طبيعياً إلى أن تم اكتشاف إصابتها بمرض الإيدز. وبمشهد بعيد عن الإنسانية المفترض وجودها عند الأطباء، تداول مستخدمو برامج التواصل الاجتماعي المختلفة فيديو يظهر فيه طبيب هندي في أحد مستشفيات جازان، وهو يتعامل مع أحد المرضى أثناء مراجعته بمعاملة غير لائقة، وكان الطبيب واضعا قدمه على الطاولة ويستخدم هاتفه وبشكل لا توجد فيه أخلاقيات الأطباء وكان السبب "يعاني من مرض نفسي" . وفي هذا المستشفى يدخل شاب يعاني من كسور ويخرج محترقا, ويدخل رجل كبير في السن قد أتعبه مرضه المزمن فتكون نهايته حرقا، ترافق امرأة مع أمها فيموتون على فراش واحد والسبب بالحالات الثلاثة هو "القدر". وعندما يدخل أعضاء هيئة مكافحة الفساد للمستشفى يعودون أدراجهم دون تسجيل ملاحظات معلنة أو حتى شبهة فساد.