، بثقتك في الله، وتمسكك بدينك، رغم كيد الكائدين، وحنق الحاقدين، وتزلف المتزلفين، وتكتل المناوئين. ستظل شامخًا يا وطني، بسماتك السمحة، وبنشاطك المتجدد، وبهمتك العالية، وبعطائك الفياض، وبعزمك الذي لا يلين، وبطموحك الوثاب. ستظل شامخًا يا وطني، بقيادتك الحكيمة، وبشعبك الوفي، وبجنودك البواسل، وبمسؤوليك الأقوياء الأمناء، وبمنهجك الرباني. ستظل شامخًا يا وطني، بقيمك النبيلة التي جسدت الرحمة والشفقة لكل ذي كبد رطبة، فضلًا عن الإنسان، أي إنسان، فكم مسحت بعطائك دموع المحتاجين، وكم يسرت ببذلك على المعسرين، وكم وقفت بسخاء إلى جانب المنكوبين، شملت بذلك كل الأجناس، ومختلف الأطياف، وسائر الأعراق. ستظل شامخًا يا وطني بشهامتك العربية الأصيلة، وبكرمك المدرار، وبوفائك الذي لا يجارى، وبنزاهتك التي لا تبارى، وبحبك الخير للبشرية جمعاء. ستبقى شامخًا يا وطني، لأنك لا تقبل الضيم، ولا تحب الغدر والخيانة ولا الشر والمهانة، ولا الظلم والاستكانة، ولا التبعية العمياء، ولا النية العرجاء. ستظل شامخًا يا وطني، بذودك عن الدين ونصرتك للمظلومين، وإيوائك للمشردين، وجوارك للمستجيرين، وحمايتهم من غدرالمتمردين، وإفشالك خطط المتربصين، وكشفك المتلبسين ووضعك حدًا للمتغطرسين. ستظل شامخًا يا وطني، مهما طال ليل الجبناء الذين يعملون في الخفاء، بكل وسيلة، للنيل منك ومن مكانتك المتسامية عن كل ما يتصفون به من بغض وحسد. وما ذلك إلا لأنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصلت إليه من مكانة رفيعة بين دول العالم قاطبة، فأنت المؤثر في المحافل الدولية، وفي الاقتصاد العالمي، ونلت تقدير واحترام حتى من يخالفك الرأي من الدول الصديقة والعدوة، فرضت ذلك عليهم بمنهجك السياسي المتفرد، وبنظامك الاقتصادي المستمد من الكتاب والسنة، وبمبادراتك الإنسانية الحانية، وبمنهجك المعتدل، وليس هذا بغريب عليك فدستورك منزل من رب رحيم وشارع حكيم.. وأنت البلد الوحيد في هذا، وغيرك وضعوا دساتيرهم من فيض أفكارهم.. ومع هذا كله، زاد حنق هذه الحفنة من حثالة البشر؛ لتبث سمومها بوسائل ظاهرة وباطنة، وفتحت كل أبواقها وحركت كل قواها، وعملت ما استطاعت من تكتلات، واستغلت كل الرعاع طامعة في النيل منك، وإقصائك عن دورك الريادي والقيادي.. لكن جعل الله تدميرهم في تدبيرهم، وأسقط الأمر في أيديهم، بتوفيق الله وقدرته، ثم بحكمة وشجاعة قادتك، ويقظة شعبك وتضحية جندك. ستظل شامخًا يا وطني، فقد سقط القناع عن وجوه هؤلاء المقنعين، وبان عوارهم وانفضح سرهم. ينادون بالإسلام وهم من هدم الإسلام، وينادون بالإنسانية وهم من قتل الإنسانية، وينادون بالقيم وهم من حارب القيم، يتنادون بالعقلانية، وهم أول من خرج عليها.. ذبحوا شعوبهم وشردوهم وأهانوهم ومنعوهم من كل حقوقهم، وأرادوا نشر شرهم من خلال سماسرتهم إليك يا وطني، ولكن أنى لهم ذلك، فالله سيحفظك ويوفق قادتك لحفظك، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). أمة الإسلام، لا تسمحوا لهذه الفئة بغدركم وتشتيتكم، فالتاريخ خير شاهد على ذلك، وإلا ستضعفون وتتلاشون من الوجود. وطني أنت في سويداء القلوب، أنت موئل الإسلام، وقبلة المسلمين، ستبقى عزيزًا بتوفيق الله، ثم بعناية قيادتك الرشيدة الحكيمة، فقد أعددت لكل أمر عدته، وبذلت في سبيلك النفس والنفيس، عشت يا وطني شامخًا رغم أنوف الحاقدين والشامتين. بقلم / حامد بن جابر السلمي. مديرعام التعليم بمنطقة مكةالمكرمة (سابقًا) رابط الخبر بصحيفة الوئام: ستظل شامخًا يا وطني