تناولت صحيفة النهار اللبنانية في تقرير لها، السبت، توسع عمليات شراء رجال أعمال إيرانيين للعقارات في العاصمة السورية دمشق، في "تواطؤ صريح من النظام السوري"، وهو ما أشارت إليه العديد من التقارير، منها صحيفة الغارديان البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن الدور الإيراني في سوريا بدأ يتخذ أشكالا أخرى غير التدخل العسكري المباشر، وصل إلى حد شراء عقارات عدة وسط دمشق. وبحسب الصحيفة، تعتمد إيران على شراء العقارات القريبة من مراكزها في دمشق لاعتبارات أمنية، في ظل تسهيلات كبيرة من النظام. وتحدثت "الهيئة السورية للإعلام" التابعة للمعارضة السورية، عن عمليات بيع وإيجارات طويلة الأمد لشخصيات محسوبة على النظام السوري، منهم عبد الله نظام، الذي يعد "رجل إيران في سوريا". ونقلت الهيئة عن أصحاب مكاتب عقارية في دمشق وجود نشاط غير مسبوق للنظام، في مجال شراء عقارات أهل دمشق. وتتردد منذ فترة بين ناشطين سوريين مقولة "ايران تشتري سوريا"، في إشارة إلى شراء تجار سوريين وأبناء عائلات مقربة من إيران عقارات كثيرة معروضة للبيع. وتناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي يكتب فيها إيان بلاك، تقريرا عنوانه "الدور الإيراني الغامض في سوريا يزيد القلق والخوف"، مبرزة دور طهران في شراء عقارات عدة وسط دمشق. وأشارت الصحيفة إلى أن نشاط رجال الأعمال الموالين للنظام السوري على صعيد شراء العقارات كان يقتصر على مناطق شرق دمشق، لا سيما المدينة القديمة، ولكنه توسع أخيرا في العاصمة دمشق، وغوطة دمشقالشرقية، خاصة في منطقة المليحة، علما بأن أراضي تلك المنطقة هي من الأراضي "القيمرية" التي تكون ملكيتها للدولة، ما يسهل تمليكها للإيرانيين بالتحايل على القانون، وفق الصحيفة. ونقلت "النهار" عن مصادر من المعارضة السورية تأكيدها في وقت سابق أن فنادق كالدة والإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء باتت جميعها ملكا للسفارة الإيرانية، إضافة إلى أسهم في فندق "سميرامي". وقالت المصادر إن السفارة الإيرانية سعت أيضا إلى شراء عقارات واسعة جدّا في مدينة دمشق القديمة، في المنطقة الممتدة من خلف الجامع الأموي وحتى منطقة باب توما، خصوصا في منطقة غرب المريمية. من جانبه، قال إيان بلاك إن مبنى السفارة الإيرانية في دمشق الذي ينقلك ببلاطه الفيروزي إلى منازل أصفهان وتبريز، "يخضع لحراسة مشددة من رجال الأمن، حيث يبدو أنه الأكثر دلالة على الوجود الإيراني في سوريا". ولفت إلى أن التدخل الإيراني في سوريا يتجاوز حدود السفارة. وتأتي هذه التطورات على الرغم من مزاعم إيران بأن الأزمة السورية تعود إلى التدخل الأجنبي، وأنها لا تتدخل بالشؤون الداخلية السورية، مدعية أن دورها يقتصر على التشاور مع حكومة النظام السوري من أجل مكافحة الإرهاب. ولفت إيان بلاك إلى أن السوريين حانقون على النفوذ الإيراني الآخذ في التوسع، فقد تمت مصادرة أراض واسعة في منطقة المزة لبناء مشروع سكني إيراني كبير قرب السفارة. كما أن الإيرانيين يشترون عقارات كثيرة وكبيرة في سوريا، في حين سجل العام الماضي وصول نسبة الإيرادات الإيرانية للسوق السورية إلى نحو 35 في المئة، كما أن المناقصات الحكومية مفتوحة فقط للإيرانيين. ونقل عن أحد سكان العاصمة دمشق شهادته بأنه "تم بيع سورياللإيرانيين.. إنهم يسيطرون على كل شيء، إنها سورياالمحتلة من إيران". وأشارت "الغارديان" إلى أن التخوفات موجودة لدى مؤيدي النظام السوري، وليست مقتصرة على معارضي النظام، حيث نقلت الصحيفة البريطانية عن مؤيدين للأسد قوله إن "الإيرانيين اليوم لديهم كل مفاتيح السيطرة". ويتمثل الوجود العسكري الإيراني المباشر بقوة "فيلق القدس"، وهي قوات النخبة في "الحرس الثوري الإيراني"، إلى جانب أن إيران تعمل ضمنيا بشكل أكبر من خلال حليفها "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى وحدات من المقاتلين الشيعة من أفغانستان وباكستان والعراق. ونقلت الصحيفة اللبنانية عن الخبير الاستراتيجي في معهد "أتلانتك كاونسيل" للدراسات، فيصل عيتاني، قوله إن "تعامل إيران في أزمة الزبداني الأخيرة يشير إلى تحول في استراتيجيتها للتعامل مع الأزمة السورية، فإيران دخلت طرفا مفاوضا نيابة عن الأسد ودائرته الداخلية، ما يعني أنها بدأت تأمين مصالحها مباشرة وليس بالوكالة". يشار إلى أن إيران حليفة النظام السوري تقدم الدعم العسكري والاقتصادي لنظام بشار الأسد. كما أنها وفق ما يراه مراقبون بدأت تؤدي دورا مهما في تشكيل الأحداث على الأرض. وبالإضافة إلى الدعم المالي والاقتصادي، فقد ساهمت إيران بإنشاء مليشيات تدافع عن النظام، وتوقفت في الأشهر الأخيرة عن دعمها، وهو ما زاد من المشكلات التي يعاني منها النظام، وقد اعترف الأسد بها. وترى إيران أن الأسد جزء من حل الأزمة السورية، وترفض استبعاده، داعمة نظامه ضد المعارضة السورية في التمويل والتدريب والتسليح والقتال. رابط الخبر بصحيفة الوئام: رجال أعمال إيرانيون يشترون دمشق