عندما نادى المنادي اغيثوا اليمن أجابت نخوة سلمان: نحن قادمون، وبالإيمان وعزم الجنود البواسل متسلحون، ولنصرة الحق والشرعية ماضون، حيث جاءت هذه النخوة صرخة مدوية خيبت ظنون الطامعين في اليمن، وأسعدت جفون المطالبين بإعادة الشرعية والأمن، والحقيقة أن سُحُب اليمن اليوم أرعدت وأبرقت عاصفةً حازمةً لتمطر وابل الحق، وأبابيل العدل على اليمن الحزين، الذي حتمًا سيكون سعيدًا كما كان بالسابق، أرادوا لليمن حزنًا دائمًا فأبى سلمان الشجاعة إلا أن يكون سعيدًا، وأرادوا مزيدًا من التفرقة فجاءت حكمة سلمان جامعة للعرب، أرادوا مساس أمن الحرمين الشرفين فدمرت آمالهم عاصفة الحزم، وصوتها: لا مساومة في الدين والوطن، ولا تنازل عن نصرة المظلوم حتى تسعد عينه برفع الظلم عنه، ولا تراجع حتى تخضع للحق رقاب أرباب الفتنة، وتذعن قلوبهم وتعي وتفهم أن الحزم له صوت يجهر به ملك جمع بين الحكمة والرأي، وبين الشجاعة والحزم، وبين السياسة والحنكة، وأن له قوة تستند على الإيمان واليقين والتفاؤل والتعاون، وتعتمد على رجال ترخص دماهم من أجل الدين والوطن، مسجلين مواقف بطولية، لعلمهم بأن الله سيدحر كيد الخائنين، وأنه سبحانه سيجعل الدائرة على الماكرين، وسينصر من نصر الدين. سلمان التأريخ هو من صنع التأريخ وأعاد صياغته، قرأ التأريخ فأصبحت لديه قراءة وتنبؤ بأحداث المستقبل وفق معطيات ما جرى في الماضي، وأصبح لديه تصور شامل لما يُدار في كهوف الظلام، ولما يريده أولئك المفسدون والطامعون، وما تهدف إليه مخططاتهم من قديم الزمان، ولكنها ذهبت أدراج الرياح، غدت كهباء منثور، عصفت بها تلك العاصفة الثائرة والتي لا تزال سائرة لتحقيق أهدافها. إن عاصفة الحزم أعادت للمملكة هيبتها، وأعلمت العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا في تلاحم واتحاد، وغيّرت الكثير من الرؤى والتي كانت تنظر لبلادنا بأنها غير قادرة على حماية نفسها، فحمت نفسها وحمت جارتها وتكفّلت بالتعاون لحماية العرب والمسلمين أجمع، وأعادت أيضًا صياغة القوى في المنطقة، فالمملكة العربية السعودية الآن لها قوة وصوت ورأي وحكمة ومكانة لا يمكن أن يتجاهلها أحد، بل سيؤخذ بالحسبان مدى نجاح هذه العاصفة والتي أبهرت القيادات العسكرية في الدول الكبرى بنجاحها ودقتها وحزمها في التعامل مع المواقف والأحداث. بقلم: عادل بن حميدي المالكي Adel7almalki@ رابط الخبر بصحيفة الوئام: عاصفة الملك: استجابةً لمن نخاه.. فأناخت لها جباه