انتقلت إيران من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم بقضية "الشيخ هارون" محتجز الرهائن في مدينة سيدني الأسترالية، والذي اتضح أنه لاجئ إيراني كان يدعى منطقي بروجردي، وغير اسمه لاحقا إلى معن هارون مؤنس، فانتقد قائد الشرطة الإيرانية ما وصفها ب"المسرحية" المتمثلة بالهجوم، وأشار لوجود أدوار غربية خفية بالقضية، في حين اعتبرت تقارير صحفية أن الهجوم مجرد "أكشن" كانت تنتظره الحكومة الاسترالية لتوظيفه سياسيا. وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "فارس" الإيراني شبه الرسمية للأنباء عن قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد إسماعيل أحمدي مقدم، تأكيده تسلم بلاده لبصمات هارون، لمقارنتها مع بيانات "بنك المعلومات" الإيراني، ولكنه قال إن التحقيق "لم يُتثبت وجودها لديه" وذلك رغم تصريحات إيرانية سابقة حول معرفة طهران بالخاطف وتحذيرها للسلطات الأسترالية منه. وتابع مقدم بالقول: "يوجد شخص اسمه 'منطقي‘ كان يمتلك مكتبا للسفريات عام 1996 وارتكب قضايا نصب واحتيال وهرب من إيران إلى ماليزيا من ثم إلى استراليا. الشرطة الإيرانية قدمت لنظيرتها الأسترالية مجموعة من الوثائق حول'منطقي‘ (هارون مؤنس)، إلا أن الاخيرة امتنعت عن تسليمه لعدم إبرام اتفاقية تسليم المطلوبين بين البلدين" مضيفا أن مؤنس "وفي سبيل الحصول على اللجوء في استراليا، ادعى بأنه ناشط سياسي وأنه رجل دين وقام بتغيير اسمه." ولم يوفر مقدم الدول الغربية في تصريحاته، فأعرب عن "اعتقاده بوجود أياد خفية وراء الموضوع" وأن الغرب عموما – وليس استراليا – "يحاول من خلال هذه المسرحية أن يتملص من تقاعسه في مواجهة الإرهاب، وأن يزج الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذا الموضوع، فيما المواقف الايرانية واضحة للعيان بهذا الشأن." كما قامت وكالة "فارس" بنشر مقال تحليلي حول معلومات متعلقة بمؤنس، فانتقدت التركيز الغربي على "هويته الإيرانية" مضيفة: "إذا تفادينا أكثر التحليلات سيئة الظن، فإن التحليل البريء يُظهر بأن الحكومة الاسترالية كانت تترقب خلال هذه الفترة (18 نوفمبر إلى 15 ديسمبر)، أي عمل من هارون مؤنس على غرار أعمال داعش لتوظيف الحدث سياسيا.. ولقد تعودنا على مدى سيرة الاعلام الغربي في مجال الاعلام السياسي في السنوات الاخيرة، على هذا النوع من الأكشن والسيناريوهات المثيرة للجدل والتي تظهر في خضم الأوضاع السياسية الاستثنائية والدولية." رابط الخبر بصحيفة الوئام: ايران : هجوم "مقهى سيدني" مسرحية .. وتركيز على "هوية" المهاجم