تتعرض برامج التعليم في السعودية لهجوم شديد في بريطانيا، بأنها تنمي الكراهية بين فئات المجتمع وبالأخص ضد اليهود، حيث يجري اتهام المملكة بأنها مسؤولة عن برامج التعليم التي يجري تثقيف آلاف الطلاب في المدارس الإسلامية البريطانية عليها. وخصص برنامج «بانوراما» التلفزيوني حلقته الليلة الماضية لهذا الموضوع وركز على نصوص من الكتب التي يجري تدريسها في المدارس الإسلامية في بريطانيا، وفقاً للمنهاج السعودي، تتضمن على سبيل المثال سؤالاً موجهاً إلى الطلاب ويطلب منهم أن يعددوا الخصال السيئة التي «تستحق الشجب» لدى اليهود. والبرنامج هو من أقدم وأعرق البرامج التلفزيونية التي تنتجها هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني (بي بي سي) والأكثر اجتذاباً للمشاهدين ليس فقط في بريطانيا، بل على مستوى العالم. ونقل البرنامج عن مسؤول في المدراس الإسلامية الخاصة، أن خمسة آلاف طالب في نحو 40 مدرسة إسلامية مختلفة في أنحاء بريطانيا تستخدم كتباً تشبِّه اليهود «بالخنازير والقرود» وتدعو لمعاقبة مثيلي الجنس، وهو أمر مناقض للقوانين البريطانية. وأشار البرنامج إلى مواد في هذه الكتب تؤيد عقوبة قطع الأيدي التي تفرض على اللصوص، بل حتى الحديث بالتفصيل عن أفضل الطرق التي ينبغي أن يتم بها قطع الأيدي مع رسوم توضح مفاصل الكف والمواضع التي ينبغي أن تتمم فيها عملية البتر. ونفت السفارة السعودية في لندن في رسالة موجهة إلى «بي بي سي» أن تكون مسؤولة عن مناهج التعليم في المدارس الإسلامية في بريطانيا. وجاء في الرسالة، «أي نشاط تعليمي يجري وسط التجمعات الإسلامية في المملكة المتحدة هو فردي ويخص هذه المجموعة أو تلك بالمطلق وليس مُنسَّباً من سفارة المملكة العربية السعودية أو حاصلاًً على موافقتها». وأعربت السفارة عن امتعاضها من البرنامج، واعتبرت أن أي «بحث في هذه النصوص خارج سياقها الموضوعي هو مضلل ومخادع في شكل خطير». وأجرى البرنامج مقابلة مع وزير التربية والتعليم مايكل غوف الذي سُئل عن رأيه في مناهج التعليم في المدارس الإسلامية، فقال «السعودية دولة ذات سيادة، ولست أرغب بالتدخل في قرارات الحكومة السعودية في نظامها التعليمي. لكنني واضح في أننا لا نقبل استخدام أي مواد لاسامية من أي نوع في المدارس الإنكليزية». وأشار البرنامج إلى أن المدارس التي تعمل جزئياً في العطل الأسبوعية ليست خاضعة لرقابة من الجهاز الرسمي المسؤول عن مراقبة مناهج التدريس، وعندما سُئل غوف إلى متى سيستمر هذا الوضع، اعلن أن «جهاز مراقبة معايير التربية والتعليم سيقدم قريباً تقريره حول كيفية ضمان تسجيل المدارس الموقتة أو الجزئية وممارسة التفتيش فيها في المستقبل». وخصصت صحيفة «الغارديان» أمس، افتتاحيتها ل»حوار الأديان» وكتبت أن هذا الحوار فاشل ولا يرجى منه خيراً، لأن أي طرف من المتحاورين متمسك بموقفه وصحة إيمانه وبالتالي، من الصعب التقريب بين وجهات النظر. وعلى الصعيد ذاته تضمن برنامج «بانوراما» مقطعاً تحدث عن أنه يجري تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سن السادسة في المدارس الإسلامية بأنه «عندما يغيب الموت غير المسلمين فإنهم يذهبون إلى نار جهنم». وأشارت «الغارديان» إلى تقرير أعده مجموعة من الباحثين المتخصصين وجرى تقديمه إلى الحكومة البريطانية أن الحركات الأصولية تستغل المدارس الإسلامية الخاصة وتعمل من خلالها على تثقيف النشئ الإسلامي الجديد على التطرف.