هاجم مختصون الأخطاء التاريخية الفادحة المسيئة للأسرة العلوية في مسلسل (سرايا عابدين)، ووصل الأمر إلى القضاء لوقف عرضه. انتقد الدكتور ماجد فرج -المؤرخ والباحث في تاريخ مصر الحديثة- العمل بشدة، وقام برفع دعوى قضائية ضد القائمين على المسلسل، والجهات الرقابية المصرية. واتهم العمل بمداعبة الخيال الجنسي عند المشاهد، مشددا على أن سرايا عابدين يشوه تاريخ مصر ويسيء إلى الأسرة العلوية. ورصد الأخطاء التاريخية، مثل تاريخ بناء سراي عابدين وتاريخ تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر وغيرها، إضافة إلى محاولة إظهار سراي عابدين بأنها أشبه بوكر رذيلة، وكأن الخديوي إسماعيل كان متفرغا للنساء ولذاته، وأن نساء القصر بلا أخلاق يمارسن العلاقات الجنسية مع أي رجل، مما يشكك في نسب أبناء هذه العائلة، مبينا أن المسلسل مليء بالكوارث التاريخية -على حد وصفه- فعلى سبيل المثال، أقيم حفل عيد ميلاد الخديوي إسماعيل الثلاثين عام 1860م، وهو المولود عام 1830 داخل (سراي عابدين)، في حين أن السراي اكتمل تشييده عام 1872م، أي بعد 12 عشر عاما من مشاهد عيد ميلاد الخديوي إسماعيل، الذي لم يكن أصلا إسماعيل باشا خديوي مصر في عمر الثلاثين، ولم يكن حتى وليا للعهد وقتها. وحول ما كتب على (تتر) المسلسل بأن القصة مستوحاة فقط من حياة الخديوي، قال فرج: لا أفهم كيف تكون مستوحاة وهي ليست حقيقية، فهذه كليشيهات ليس لها معنى ومتناقضة، وكأننا نقول قليل الأدب في حدود الأدب. وأضاف: إن كانت مؤلفة العمل تريد خلق شخصية افتراضية لماذا تقترب من حياة أحد رموز مصر؟ ولماذا لم تعد مثلاً إلى عهد المماليك الذي كان مكتظا بالجواري والعبيد؟ وهل تستطيع الكاتبة أن تستوحي قصة مثل هذه من حياة أحد الحكام الراحلين، ومن ثم تكتب عليها بأنها مستوحاة وأنها لا توثق التاريخ؟ وحمل فرج الجهات الرقابية المصرية المسؤولية لأنها سمحت بعرض هذا المسلسل دون مراجعته بدقة، وطالب بإيقاف العمل ومنع تصوير أجزاء جديدة، أسوة بما حدث في فيلم (حلاوة روح، إذ تم سحب الفيلم من دور العرض رغم حصوله على تصريح الجهات الرقابية، وتضامن مع القرار عديد من الدول العربية. وأيده الدكتور خلف الميري -أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس- والذي كان مستشارا لأي استفسارات تاريخية للمسلسل، وأضاف: القائمون على المسلسل لم يعرضوا السيناريو بأكمله عليّ، لكنهم اكتفوا بسؤالي عن بعض الوقائع التي يريدون التأكد منها، مما جعلني أرفض كتابة اسمي على (تتر) المسلسل كمدقق تاريخي، واكتفيت بكتابة استفسارات تاريخية. واعترف الميري بوجود عديد من الأخطاء التي طالب بتعديلها، وفوجئ عند عرض العمل بعدم تغييرها، وعلى رأسها اسم المسلسل ذاته. فسرايا عابدين خطأ والكتابة الصحيحة هي سراي عابدين، كما أن لقب خديوي لم يظهر قبل عام 1867، وأن لفظ جلالتك لا تقال للخديوي، بل تقال للملك. وأكد مازن حايك -المتحدث الرسمي باسم مجموعة MBC- أن المسلسل دراما اجتماعية بحتة، تدور أحداثه في أجواء افتراضية خيالية، لا تهدف بأي صورة إلى توثيق تاريخ الحقبة الخديوية، لكنها أخذت من هذه الحقبة حاضنة مكانية وزمانية لأحداث العمل. وأضاف: لم نروج يوما للمسلسل على أنه وثائقي، أو تاريخي، لذا ليس من المنطقي توجيه اتهامات غير موضوعية للمسلسل، مثل تشويه تاريخ أسرة محمد علي أو تشويه التاريخ المصري، فهل يمكن القول إن مسلسل Game of the thrones، يشوه التاريخ الأوروبي؟! ولفت إلى ما يعرف ب(creative license) والمقصود به إعطاء المخرج والمؤلف الحق في سرد الأحداث الدرامية بالطريقة المناسبة التي تحقق أهدافهما، وهذا يعتمد على الخطة الإبداعية للكاتب، وهي من بديهيات العمل الدرامي. وكشف حايك أن التواريخ، التي يرى البعض أنها خاطئة، كانت مقصودة، وأن الكثير من الأحداث التي علق عليها البعض مثل موضوع مقتل الأمير فؤاد، ستظهر معالمها أكثر في الحلقات المقبلة، وأن الكاتبة اعتمدت على العديد من المراجع أثناء كتابة النص، لكنها في كثير من الأحداث والتواريخ تعمدت الذهاب أكثر إلى البعد الدرامي على حساب التاريخ لتحقيق عنصر الدهشة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مختصون: «سرايا عابدين» يسيء للأسرة العلوية.. و«MBC»: لم نهدف لتوثيق التاريخ