يختار الليبيون اليوم برلمانهم الجديد في انتخابات تعول عليها السلطات للمساهمة في انحسار الفوضى التي تجتاح البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي، ويخشى كثير من الليبيين أن تنتج هذه الانتخابات جمعية نيابية أخرى مؤقتة. يتوجه الناخبون الليبيون إلي صناديق الاقتراع اليوم الأربعاء لاختيار برلمانهم الجديد في انتخابات يأمل المسؤولون بأن تساهم في انحسار الفوضى التي تجتاح البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي قبل ثلاثة أعوام. وفي خطوة أخرى لانتقال ليبيا إلي الديمقراطية بعد عقود من الحكم "الفردي" تجري الإنتخابات بينما ينزلق البلد العضو في منظمة أوبك بشكل أعمق في الاضطرابات بعد أن أطلق لواء متقاعد بالجيش حملة ضد إسلاميين متشددين في شرق البلاد. ويخشى كثير من الليبيين أن الانتخابات ستنتج جمعية نيابية أخرى مؤقتة ، ولم تنته لجنة خاصة لصياغة دستور جديد للبلاد من عملها وهو ما يترك أسئلة بشأن نوع النظام السياسي الذي ستتبناه ليبيا في نهاية المطاف. وفتح مراكز الاقتراع في بنغازي وأجزاء أخرى في شرق البلاد ربما يشكل تحديا مع وقوع اشتباكات شبه يومية بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومتشددين إسلاميين يسعى إلي طردهم من المدينة. ويتوقع كثير من المراقبين أن تكون نسبة المشاركة في التصويت أقل مما كانت في 2012، وتم تسجيل حوالي 1.5 مليون ناخب أو 50 بالمئة تقريبا من العدد المسجل في الانتخابات التي جرت في يوليو/تموز 2012 والذي بلغ 2.8 مليون ناخب. وتعتبر انتخابات 2012 أول اقتراع حر في ليبيا منذ أكثر من 40 عاما ، وشددت السلطات الانتخابية قواعد التسجيل بأن ألزمت الناخبين بإظهار بطاقة رقم قومي للتعريف. وكثيرون من الليبيين ليس لديهم مثل هذه الوثائق نظرا لأن المخاوف الأمنية والفوضى السياسية تعرقلان الخدمات الأساسية للدولة. وسيتألف البرلمان الجديد أيضا من 200 مقعد لكنه سيعرف باسم مجلس النواب ليحل محل المؤتمر الوطني العام الحالي الذي يرى كثيرون من الليبيين أنه يتحمل جانبا من المسؤولية عن المأزق الذي وصلت اليه البلاد. وجرى تخصيص 32 مقعدا في البرلمان الجديد للمرأة، وينافس حوالي 1600 مرشح في الانتخابات وهو رقم يقل حوالي ألف عن عدد المرشحين في الانتخابات البرلمانية السابقة. وأقام بعض المرشحين لافتات في الشوارع أو نشروا برامجهم في مواقع للتواصل الإجتماعي لكن بالنظر إلي الفترة الزمنية القصيرة منذ الإعلان عن الانتخابات فإنه لا توجد حملة انتخابية حقيقية. ومن المتوقع أن تتسم انتخابات اليوم أيضا بمقاطعة من الأمازيغ "البربر" وهي أقلية تطالب بدور أكبر في اللجنة التي تتولى صياغة الدستور الجديد. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الليبيون ينتخبون برلمانا جديدا في اختبار للانتقال إلى الديمقراطية