تتوجه شركة التعدين العربية السعودية (معادن) لتكثيف استثماراتها في مجال استكشاف المعادن الأساسية والثمينة والصناعية في منطقة المدينةالمنورة. أشار المهندس خالد بن صالح المديفر -الرئيس التنفيذي للشركة- إلى أن المدينة تملك سمات تؤهلها لإنجاح هذا التوجه، بعمقها التاريخي في صناعتها للذهب، والممتد منذ أكثر من ألفي عام، مرورًا بعهد الخلافة الراشدة والدولتين الأموية والعباسية وما بعد ذلك، إضافة إلى حاضرها المشرق، وما شهدته صناعة التعدين من تطور في العهد السعودي الزاهر. أضاف المديفر: المنطقة غنية بالثروات الطبيعة، نتيجة وجودها في منطقة الدرع العربي، وعدد المزايا النسبية لصناعة التعدين في المدينة، لافتا إلى البنية التحتية عامة، والصناعية المتخصصة وموانئ ينبع. واصفا العنصر البشري من أبناء المدينة بأنهم الميزة الأهم، حيث استفادت الأجيال الشابة من النهضة التعليمية الشاملة، وبرامج التدريب الفنية في المنطقة. قال المديفر في كلمة له في افتتاح منتدى فرص الاستثمار في قطاع التعدين في المدينةالمنورة الذي ترعاه شركة (معادن) إن الشركة تباشر حاليا إجراء المسوحات الجيولوجية بمختلف مناطق الدرع العربي، والتي تملك (معادن) رُخصة استكشافية فيها، باستخدام أفضل الأساليب الجيولوجية الحديثة والمعدات. تطلع المديفر لدعم إمارات المناطق وقطاعات الدولة لاستكمال المسيرة في تطوير هذه الصناعة الاستراتيجية المهمة في منطقة المدينةالمنورة، من خلال استخراج رخص جديدة للاستكشاف، وهو ما يمثل أساسا مهما وأوليًّا لنمو وإيجاد الفرص التعدينية وتنمية المنطقة اقتصاديا. شرح الرئيس التنفيذي أن الشركة تعمل في المدينةالمنورة وغيرها من المناطق لتكون مثالا يحتذى به في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال التزامها بالبيئة وسياسات الصحة والسلامة وبرامج الشركة لتطوير المجتمعات المحلية في المناطق الواقعة بالقرب من نشاطاتها، فضلا عن رعاية وتطوير موظفيها والعمل وفقا لمنظومة راسخة من القيم والأخلاقيات الأساسية. أكد المديفر أن (معادن) تطبق معايير تتعدى الأنظمة المحلية المعتمدة لدى هيئة الأرصاد وحماية البيئة صرامةً، وتتطابق مع معايير الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومعايير البنك الدولي، وتمتلك مختصين بيئيين عالميين ومرخصين محليا؛ لإعداد دراسات تقييم الأثر البيئي وتشمل تقييم جودة الماء والهواء والتربة. لفت المديفر إلى أن مشاريع الشركة تعمل تحت رقابة بيئية صارمة داخليا ومن قبل الجهات المختصة، في وقت حصلت فيه (معادن) وشركاتها على شهادة الآيزو العالمية ISO140000 لأنظمة الإدارة البيئية. وثمن المهندس المديفر، حصول (معادن) على أهم الشهادات العالمية في مجال الصحة والسلامة وإدارة البيئة من عديد من الهيئات العالمية المختصة، مما يؤكد التزام الشركة بالمعايير الدولية. وحول طرح المبادرات والشراكة لتطوير المجتمعات المحلية، قال: من أبرز ما تنتهجه الشركة في هذا الخصوص هو ما يتعلق بنظام المشتريات، حيث وصلت نسبة الإنفاق المحلي لكامل ميزانية المشتريات إلى 67 في المئة، بقيمة تزيد على 5.4 مليار ريال، وإلزام موردي الشركة ومقاوليها بتأمين نسبة 10 في المئة من المشتريات، والتوريد من الأسواق المحلية في مناطق عمليات معادن. واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة الموارد البشرية تحديا كبيرا في قطاع الصناعة وخصوصا في (التعدين)، وقال: بات لديها ما يزيد على 6300 موظف في مختلف مناطق المملكة، مقارنة ب1000 موظف قبل 7 سنوات، وقد استطاعت الشركة خلال العامين الماضيين استقطاب ما يقارب 1500 كفاءة، سواء من الخبرات المتخصصة، أو من حديثي التخرج، وتفخر (معادن) أن نسبة السعودة فيها بلغت 66 في المئة. وعن التأهيل والتدريب، أكد أن (معادن) استثمرت ما يزيد على 230 مليون ريال في برامج التدريب للموظفين خلال الثلاثة أعوام الماضية، وقامت خلال العامين الماضيين باستقبال ما يزيد عن 300 طالب في المعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر، لتأهيل الدارسين في المجال الأكاديمي والتدريب العملي، وأعطت أولوية الالتحاق للمرشحين من المناطق النائية القريبة من مشاريعها. وأشار إلى أن ما تستثمره معادن وشركاؤها في صناعة التعدين بالمملكة أكثر من 92 مليار ريال، إذ قامت معادن بالعمل على تطوير صناعة فوسفاتية متكاملة لأول مرة في المملكة من خلال شركة معادن للفوسفات وبالشراكة مع (سابك). ولم ينسَ أن الشركة وقعت في العام الماضي اتفاقية شراكة أخرى مع شركتي سابك وموزاييك لتطوير مشروع الفوسفات الجديد، ضمن مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال، مما يمكنها من مضاعفة إنتاجها من الأسمدة الفوسفاتية، لتصبح المملكة من كبار مصنعي الأسمدة والمنتجات الفوسفاتية في العالم، وفي مجال صناعة الألومنيوم. أشاد الرئيس التنفيذي لمعادن في ختام كلمته بالدعم المتواصل من وزارة البترول والثروة المعدنية ومساهمي الشركة.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: «معادن» تكثف استثماراتها في المدينة المنورة