كانت السنة الماضية حافلة بالأحداث، لدى أولئك الذين يعملون في الإعلام الاجتماعي أو يراقبون أحواله عن كثب. فقد شهدنا على مدار 12 شهرا ماضيا، طرح موقع تويتر لأسهمه في السوق، كما بيع موقع تمبلر لقاء مليار دولار، وظهر تطبيق جديد ل(الدردشة) تحت اسم (سناب تشات- Snapchat). وهكذا تداخل الإعلام الاجتماعي مع حياة الناس أكثر فأكثر، ليصبح جزءا من روتينهم اليومي. لكن، ما زال الإعلام الاجتماعي في أوج نجاحه؛ فعمر موقع فيسبوك أقل من 10 سنوات، ولا بد أنه سيشهد تطورات كبيرة خلال عام 2014. إليكم 4 أسئلة أساسية تتعلق بالتواصل الاجتماعي في عام 2014، وبعض التكهنات ردا عليها: هل سيلقى أحد مواقع التواصل الاجتماعية الكبيرة مصير موقع (ماي سبيس-MySpace) نفسه؟ ألق نظرة على عالم التواصل الاجتماعي، ما هي الصفات المشتركة بين إنستاغرام وتمبلر وسناب تشات وبينترست؟ إنها جميعا تعتمد بشكل أساسي على تبادل ومشاركة الصور. لكن الناس لا يحبون مشاركة الصور على نحو مكرر في مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك، فمن المحتم أن بعض هذه المواقع ستخسر إقبال الجمهور شيئا فشيئا، وستخرج من بقعة الضوء على الرغم من كل الجهود المبذولة لإنجاحها، فهل سيلاقي واحد أو اثنان من المواقع المذكورة مصير موقع (ماي سبيس) نفسه أم لا؟ نعم. يتوقع أن يلاقي أحد هذه المواقع أو أكثر، المصير الذي انتهى إليه (ماي سبيس) في عام 2014. ويحتمل أن يكون هذا الموقع هو (تمبلر)؛ إذ أخفيت مؤخرا بيانات الزيارات التي يتلقاها، وهي إشارة مقلقة. هل سيتراجع موقع فيسبوك؟ حين سأل جيمس بانيت، مدير تحرير صحيفة (ذا أتلانتك)، مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لفيسبوك، عما إذا كان موقعه يعد عصريا الآن، كان رد زوكربيرغ مدهشا، إذ قال: "يفترض الناس أننا نحاول أن نكون عصريين، لكن هذا لم يكن هدفي أبدا. فالكهرباء عصرية حين انتشرت لأول مرة، لكن الناس سرعان ما توقفوا عن الحديث عنها، لأنها لم تعد شيئا جديدا لهم. السؤال الحقيقي الذي عليك طرحه في هذه المرحلة: هل سيتوقف الناس عن إشعال الأنوار لأن الكهرباء لم تعد أمرا عصريا؟" عبر هذه المقارنة، يقترح زوكربيرغ أن فيسبوك سيبقى إلى الأبد مثل الكهرباء تماما، فهو يلمح إلى أن فيسبوك أصبح أداة لا يستطيع الناس الاستغناء عنها. لكن شيئا غريبا حدث بعد ذلك، وخلال مكالمة هاتفية مع المستثمرين، فقد اعترف ديفيد إيبرسمان، مدير فيسبوك المالي، إلى أن المراهقين يفقدون اهتمامهم بالموقع، حسب قوله: "لقد لمسنا انخفاضا في عدد المستخدمين اليوميين، لاسيما بين المراهقين." وهكذا، تم دحض نظرية الكهرباء الخاصة بزوكربيرغ، فموقع فيسبوك لن يظل عصريا، وهو ليس أداة لا يستغنى عنها أيضا. إذا هل سيحافظ على مكانته في عام 2014 أم سيتراجع؟ نوعا ما. فمستخدمو الموقع لن تتراجع أعدادهم، إلا أنهم سيقضون فيه أوقاتا أقل من ذي قبل. وقد لا يهتم الكثيرون بهذه الحقيقة، إلا أن لها أثرا كبيرا، لاسيما فيما يتعلق بالدعاية والإعلان. هل ستظهر مؤسسة تواصل اجتماعي جديدة في عام 2014؟ حين تشعر بأن عالم الإعلام الاجتماعي وصل إلى أوج نضوجه، فكر بما يلي: على الرغم من انخفاض الاستثمارات في المؤسسات التكنولوجية، ما زالت أعداد هائلة من مؤسسات التواصل الاجتماعي الجديدة تظهر في السوق يوميا. ففي عام 2013 على سبيل المثال، ظهرت مؤسسة (سناب تشات). إذا فالسؤال الفعلي ليس عن ظهور مؤسسة جديدة، بل عن المؤسسة الجديدة التي ستحقق النجاح. نعم .. ولعلك سمعت من قبل بموقع (فاين- Vine) الذي أطلق في يناير/ كانون الثاني 2013. وقد تطور ببطء خلال العام الماضي إلا أنه بات على وشك اكتساح السوق. علما أن المستخدمين في الأشهر الأولى، شعروا بالإرباك إزاء قاعدة الموقع، بألا يتجاوز أي مقطع فيديو مدة 6 ثوان. إلا أنهم بدؤوا بالاعتياد على ذلك، ومشاركة مقاطع مدهشة ومضحكة للغاية عبره. لهذا، استعد لترى (فاين) يأخذ مكانه بين عمالقة الإعلام الاجتماعي في عام 2014. هل ستزدهر شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة؟ في بداية ديسمبر، أضاف تطبيق (إنستاغرام) خاصية الرسائل المباشرة بين المستخدمين، مما أتاح للمستخدمين إرسال الصور فيما بينهم بشكل خاص والتحاور بشأنها أيضا. وقد اتخذ إنستاغرام هذه الخطوة للتنافس مع (سناب تشات)، ووصفها البعض بأنها أعادت بعضا من الخصوصية المفقودة لدى المستخدمين، فصار بإمكانهم مشاركة بعض الصور مع أصدقائهم المقربين فقط. لقد أصبح إنستاغرام والكثير من أدوات التواصل الاجتماعي الأخرى مكتظة بالناس، وقد تفرح لوجود ألف صديق لديك على فيسبوك مثلا، إلا أن ذلك يعني أن صفحة آخر الأخبار ستكون حافلة بصور وعبارات لأشخاص لا تكاد تعرفهم. وفيما تستمر شبكات التواصل الاجتماعي بفقدان ميزة الخصوصية، بدأت بعض الشبكات الجديدة بالظهور ليتمكن المستخدمون من التواصل مع دائرة أضيق من الناس والأصدقاء المقربين. لكن هل ستزدهر هذه الشبكات؟ لا .. يتوقع أن نسمع الكثير عن شبكات التواصل الاجتماعي الجديدة، التي ستظهر في السوق عام 2014، لكن ازدهارها ما زال مستبعدا. رابط الخبر بصحيفة الوئام: توقعات حول عالم التواصل الاجتماعي لعام 2014