واصل ملتقى الباحة للإعلام " الإعلام والتنمية " الذي تنظمه منطقة الباحة حالياً , أعماله اليوم , بعقد الجلسة الثانية , التي حملت عنوان " الإعلام والمجتمع ".وشارك في الجلسة المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي , وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور فهد بن عبدالعزيز السنيدي , ورئيس فريق الإعلام التطوعي هاني المقبل , فيما أدارها الإعلامي الدكتور علي الرباعي . وفي البداية تناول اللواء التركي في ورقته التي حملت عنوان " دور الناطق الإعلامي في تنمية الوعي الاجتماعي " , أهمية تنمية المجتمعات المعتمدة على التنمية الذاتية التي تحقق خفض السلبيات ورفع الإيجابيات في المجتمع , مشيراً إلى أن تجاوب أفراد المجتمع مع التنمية الذاتية يتطلب أن يكون هنالك إطلاع وإلمام بكل شيء يتعلق بممارساته حتى يستثمرها في التنمية الفردية والنفسية المؤدية إلى تنمية المجتمع . وأكد أن ذلك يتطلب العودة لوسائل الإعلام للحصول على المعلومات الأمر الذي يسبب الإشكالية كون أهداف وسائل الإعلام ليس بالضرورة أن تتفق مع أهداف المجتمع , وهنا تكمن أهمية الناطق الإعلامي لتوضيح الحقائق كونه مصدر ثقة لدى المواطن . مبيناً الأهداف التي يمكن أن يؤديها الناطق الإعلامي التي لا ترتبط فقط في التعامل مع الأحداث ونقلها , إنما تتجاوز ذلك بشرح وتفسير المعلومات وتوضيح المعلومات المغلوطة وشرح القرارات والخطط والتنظيمات , علاوة على التواجد المستمر في حالات الأزمات المتنوعة . وأكد اللواء التركي أنه ينتظر من الناطقين الإعلاميين عمل خطط إستراتيجية للتوعية وتصحيح المفاهيم طبقاً لكل جهة , مشدداً على أهمية استثمار شبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حتى يتمكن الناطق الإعلامي من تأدية الأدوار المناطة به بالشكل المطلوب . بعد ذلك استعرض الدكتور فهد السنيدي في ورقته التي جاءت بعنوان " البرامج الحوارية وأثرها في التنمية " , أنواع البرامج الحوارية وأهميتها في المجتمعات , مستشهداً بعدد من الدراسات العربية والعالمية التي تؤكد أن أكثر البرامج مشاهدة هي البرامج الحوارية , حيث تصل النسبة أحياناً إلى 80 % من المشاهدة بكافة أشكالها وأنواعها وتوجهاتها الثقافية والعلمية والرياضية والفنية والسياسية وغيرها . وأكد الدكتور السنيدي ضرورة الاهتمام بشكل وتنوع مضامين البرامج الحوارية حتى تكون مؤثرة في التنمية , مع التركيز على عناصر القوة , التي تشمل الموضوع القوي والضيف المتمكن والقناة المحترفة , مشيراً إلى الأهمية التي تحظى بها البرامج الحوارية التنموية , من خلال الأرقام والدلائل التي تصل إلى القنوات , وتفاعل الجمهور بكثرة الاتصال , وما يتم متابعته عبر اليوتيوب من هذه البرامج , علاوة على نسب المشاهدة التي تتجاوز أحيانا ال 20 مليون مشاهدة . وطالب القائمين على البرامج الحوارية بأهمية الابتعاد عن التشغيب أو التشويه أو خدش الحياء , وكذا الرتابة , كون هذا أصبح مرفوضاً عند المتلقي , كما طالب الجهات الرسمية ممثلة في المتحدثين الرسميين بضرورة التفاعل مع ما يطرح في البرامج الحوارية . وحول أهم الأدوار التي تقوم بها البرامج الحوارية في التنمية تحدث الدكتور السنيدي عن الرقابة على الأداء من خلال البرامج الجادة واستطلاع الآراء عبر الميدان وسؤال الناس , مؤكداً ضرورة البعد عن الصراع الفكري الذي صار مغالبة أكثر منه خدمة للتنمية , حيث إن كل تيار يريد أن يظهر فريقه أمام الناس أنه صاحب المشروع التنموي الصحيح , بينما اغفل هؤلاء المساحة التنموية المشتركة التي من الممكن أن تقدم للناس , مشيراً إلى أن أهم ما يسهم في ذلك هو اختيار البرامج الحوارية موضوعاتها مما له صلة بالتنمية وليس من الموضوعات البالية المحترقة . وشدد على أهمية أن تكون طريقة الحوار مما يكشف الحقيقة بالمعلومة وليس الرأي والعاطفة , وذلك من خلال الرقم والصورة والمحاسبة وليس مجرد الشعارات والكلام , مؤكداً ضرورة عدم إغفال الطرف الآخر في الحوارات وهو المواطن المستفيد من التنمية لمعرفة رأيه في ذلك , مطالباً الإعلاميين بالاستفادة من المساحة المتاحة للحرية في هذا الزمن التي لم تكن موجودة في السابق . رابط الخبر بصحيفة الوئام: ملتقى الباحة للإعلام يعقد جلسته الثانية بعنوان «الإعلام والمجتمع»