حاور الكاتب أحمد الفهيد في مقال اليوم بالزميلة عكاظ رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ، ووجه له أسئلة عن قرار لجنة الانضباط الأخير ، والدليل الذي بموجبه تم إصدار العقوبة . وفي نهاية الحوار طلب الفهيد من أحمد عيد أن ينهض من فراشه " انهض من فراشك إذن، وفتش عن الحقيقة " . المقال : أحد الرجلين يكذب ... - مرحباً، من معي رئيس اتحاد القدم؟! - نعم، أنا هو، ارجو أن يكون الأمر مهماً، فالخروج من النوم اسهل من الدخول إليه، وأنا ما زلت في حاجة إلى البقاء نائماً. - اعتذر لك .. واتمنى ألا أكون قد ايقظت حُلمك من النوم ايضاً؟!.. لن اطيل، هي خمس دقائق، سأملأ نصفها بالأسئلة، وعليك ملء النصف الآخر بالاجابات! - إسأل .. ولا تُسهب. - هل أبلغوك أن أحد رجالك، أتخذ قراراً، مستنداً على دليل غير موجود أصلاً .. - ما هو القرار، وكيف عرفت أن الدليل غير موجود؟!.. اسعفني ببعض التفاصيل. - انت قلت لي لا تُسهب .. - قل ما تشاء .. المهم أن اعرف ما الذي حدث؟! - هل تذكر المباراة الموصومة بمباراة "العنصرية"؟! - نعم اذكرها .. هتف فيها مدرج بملء صوته ضد خصمهم في الملعب بكلمة تفوح رائحة "منتنة" من حروفها! - هل سمعتها؟!.. أم جائك نبأها على جناح "خبر عاجل"؟!.. - لا، لم اسمعها .. قالوا لي كل شيء .. سمعي وبصري ويداي موزعة في اجساد أخرى اثق بها. - حسناً، "رجلك" اصدر قراره .. واوقع عقوبة على الفريق المتهم، بمنع جماهيره من دخول الملعب مباراة واحدة، ووضع له فاتورة واجبة السداد. - اي الرجال هو؟! - الذي علقت على رقبته أمانة "ضبط" القانون. - نعم، نعم .. وما الذي يزعجك؟!.. الا تبتغي الحقيقة مثلنا؟!.. الا تفكر بدفع عربة النزاهة معنا حتى يتحرك الحق ويتحقق العدل؟! - لا، لا .. لست منزعجاً من العدل، وإنما من الظلم. - الظلم؟!.. وأين هذا الظلم؟!.. لو سمحت كن واضحاً ومباشراً. - قلت لك .. لكن إما أن بعضك ما زال نائماً، أو أن سمعك ما زال في جسد آخر تثق به! - لا تسخر .. والا انهيت هذه المكالمة، وتركتك انت واسئلتك في ظلمات تسبَحون. - اعتذر لك .. لكنني ذكرت لك أنه اصدر قراره، وحين سئل عن الدليل، قال في حديث تلفزيوني أنه استعان بقناة البلاد التلفزيونية فأعانته بشريط المباراة، تُسمع فيه الهتافات اشد وضوحاً من جرس إنذار. - شكراً له .. هو مؤتمن على حقوق الناس، وفعل ما قالت له الأمانة: "إفعله". - لكن، مدير القناة، خرج على ملأ ايضاً، في صحيفة سعودية، وقال أنه لا رجلك، ولا احد من رجاله حصل على شريط من القناة، وانه لم يصله منهم خطاب رسمي يطلبون فيه الشريط .. - ربما أن هذا المدير لا يعلم شيئاً .. وأن "الخطابات" حضرت في غيابه. - حتى هو ظن ذلك .. فأتصل برجاله، وابلغوه أنه "لا شيء جاء .. ولا شيء ذهب". - ولماذا تصدّق قوله .. وتكذب قول "رَجُلْي"؟! - أنا اصدقك أنت .. لكنك حتى الآن لا تعلم شيئاً ولا تتعلم من اي شيء .. هل تدرك معنى أن يكون القاضي كاذباً؟!.. هذا يعني أن العدل في طريقه إلى المقبرة، وأن سريرك الذي تتمدد عليه في نعيم، سيكون نعشاً تُحمل عليه إلى جحيم. - لا تثقل عليّ .. إن حدث هذا التحريف فعلاً، فلست منه وليس مني .. - انهض من فراشك إذن، وفتش عن الحقيقة .. وقل للذين رجموها بالكذب: "هذا فراق بيني وبينكم" .. لن تنجو إلا بالصدق والصادقين. - لكن ربما أنه كان صادقاً .. - ربما .. هذه "حقيقتك" ابحث عنها بنفسك، أما أنا فعلى يقين من أن أحد الرجلين يكذب، وأنا في هذا اشبه الشاعر الألماني فريدريك نيتشه، ولهذا سأستعير لسانه، وسأقول لك: "لست منزعجاً لأنه كذب علي، لكنني منزعج لأنني لن أصدقه بعد هذه المرة"!.. وإذا عرفت الحقيقة كن نوراً في وجه الظلام وفي قلب الظالم .. كن قوياً وعادلاً لتنام آمناً. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الفهيد لأحمد عيد : انهض من فراشك وفتش عن الحقيقة !