“انتحار أم مجازفة أم جنون”؟!!.. هذه هي التساؤلات الرئيسية التي دارت في أذهان كل محبي رائد ألعاب الخداع البصرية في الشرق الأوسط النجم السعودي أحمد البايض فور علمهم بتواجده منذ أسبوع في القطب الشمالي المتجمد “شمال مملكة السويد”.. ولأن محبي البايض شغلوا مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة قلقًا على حياته، وطالبوا بإلحاح بضرورة عودته في أسرع وقت إلى المملكة العربية السعودية، متمنين أن يعود سالمًا، كما تساءل آخرون هل سيعود حياً أم ميتًا، ووصفه آخرون بالجنون لتعريض حياته لخطر لا يتصوره بشر.. ولذلك بادرنا بالاتصال بالنجم البايض هاتفيًا، وبعد محاولات عسيرة للاتصال جاءنا صوته شاحبًا ليعكس الأجواء شديدة البرودة لديه والتي تتراوح ما بين 25 – 30 درجة تحت الصفر، إلا أن هذه الأجواء لم تكسر نبرة التحدي في صوته وهو يوضح سبب تواجده في هذا المناخ الذي لا يتصوره بشر، موضحًا أنه ذهب إلى هنالك قبل أسبوع لتصوير حلقة من أقوى عروضه لبرنامج جديد سينطلق قريبًا عبر إحدى القنوات الفضائية الكبرى.. وأشار إلى أن تلال الثلوج تحاصره من كل جانب، لاسيما أنها تتساقط باستمرار طوال الفترة من شهر أكتوبر وحتى شهر مايو في الدائرة القطبية الواقعة في شمال مملكة السويد. وأكد البايض الذي عرف عنه دومًا حب المغامرة والمجازفات الخطرة أنه يتواجد وفريق العمل في كوخ بلا أسرِّة أو كهرباء أو أي وسيلة حياتية حديثة باستثناء الجوال الذي يربطه بالعالم، وحتى هذه الوسيلة لا يستطيع استخدامها إلا بعد قطع مسافة طويلة راكباً الخيل لكي يصل إلى أقرب منطقة بها شبكة اتصال.. موضحًا أنه لا يمكن لمخلوق على وجه الأرض أن يتخيل مدى صعوبة الحياة هناك، فضلا على العيش فيها، حيث لا يوجد ماء ولا دورات مياه، لا شيء سوى الذئاب والدببة القطبية المفترسة، وبقدر الإمكان يتحصل على بعض الحطب ليشعل فيها النيران لتمده ببعض الدفء ليستجمع قواه. مقبرة ثلجية: وكشف عن سبب تواجده في هذا المكان الذي يشبه المقبرة الثلجية قائلا: جئت إلى هنا لأتحدى نفسى بأكبر مخاطرتين أو كما يسميهما فريق التصوير هنا مهمتان انتحاريتان، إذ لا يمكن لبشر أن يستطيع القيامبهما، وأعتبرهما تحدٍ لنفسي بالدرجة الأولى قبل أن يكونا تحد للآخرين، كما سبق أن تحديت نفسي من قبل بقيادة سيارة على جبل وعر وأنا معصوب العينين، لكن المخاطرتين اللتين أقوم بهما حالياً في القطب الشمالي المتجمد أقوى وأعنف من كل ما قدمته سابقاً. وأفصح عن التحدي الأساسي الذي سيقوم به في هذا المكان ويتمثل في القيام بكتم أنفاسه تحت ماء متجمد لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق.. مشيرًا إلى أن كل من أخبرهم من المقربين إليه بهذه المخاطرة وصفوه بالجنون، لكنه شدد على ثقته في الله، وأنه متمسك بتحقيق هذه المخاطرة.. وأشار إلى التحدي الثاني قائلاً: أقوم حالياً بتدريب مكثف لبناء كتلة عضلية كافية لكي أرى ما إذا كان هناك بالفعل أمر لتعذيب البشر وقتلهم، وما إذا كان لدى الإنسان قدرة وقوة إرادة وتركيز وقوة جسدية كافية لمنع الأذى عن نفسه.. فقديمًا كانوا يعذبون خصومهم بربط الشخص من قدميه ويديه ليسحبه حصانين ويسيران باتجاه معاكس لبعضهما، ليسحب حصان الحبل المربوط في قدميه ويسحب الآخر الحبل المربوط في يديه، وأضاف: هذا ما سأفعله، وهدفي من هذا التحدي المميت هو اختبار قدرة كتلتي العضلية ومدى تركيزي لمواجهة قوة الحصانين في محاولتهما لتقطيع جسدي، مع العلم أن الآدمي لا يمكنه أن يتحمل أكثر من 200 – 250 كيلو سحب للعضل وما زاد عن ذلك يؤدي إلى تقطيع جسده، وهذا ما سيشاهده المتابعون بالصوت والصورة قريباً. ورفض البايض وصف هذا التحدي القاتل بأنه نوع من تعذيب النفس، مؤكدًا: ما أفعله اختبار لقدراتي ومدى تركيزي، فيوجد أشخاص يمسكون الجمر بأيديهم أو يأكلونه، فهذه قوة جسدية خارقة، وفي الوقت نفسه هي قوة عقلانية، وفيما إذا كان الشخص لديه تركيز كافٍ لتحمل هذا الأمر بعد حصوله على المقومات الأساسية أوضح أن هذا ما يحدث بالفعل.. بل ويمكن للإنسان أن يفعل أكثر من ذلك إذا امتلك المقومات التي تؤهله لذلك. وكشف البايض عن غايته من هذين التحديين المميتين قائلا: غايتي عمل شيء جديد ومثير في تاريخ القنوات الفضائية، وما أفعله الآن في القطب الشمالي المتجمد لم يحدث ولن يحدث إطلاقاً.. فما أفعله هنا تحد غير مسبوق، وهو مختلف كلياً عن ما أقدمه سواء على المسرح أو في الشارع، حيث ما كنت أقدمه أصبح أمر منتهي الصلاحية، الآن ما سيشاهده الجميع عبر إحدى القنوات قريباً أمر مختلف تماماً لا يمكن لأحد أن يفعله، وهذا الأمر أستطيع أن أعلنه بأنه تحد لأي شخص موجود في العالم أجمع. وطلب البايض من الجميع الدعاء له بأن يتمم الله هذا الأمر ويعود إلى المملكة معافاً ليرفع اسم الوطن الحبيب عالياً. بين الذئاب والدببة: وعن الكوخ الذي يسكنه، قال: هذا الكوخ يقع بجوار نهر متجمد تماماً، وحينما أحتاج قضاء الحاجة لا يمكنني ذلك إلا في النهار فقط، لوجود قطيع من الذئاب والدببة تتربص بأي كائن حي.. وبالنسبة للاستحمام فهو بالطبع أمر مستحيل لأن الماء يتجمد قبل أن يصل إلى الجسد من شدة البرودة. وأضاف: مازلت في تدريب مكثف لمقاومة البرد القارص جداً، ومع ذلك تعرضت لوعكة صحية إلا أنني أخذت بعض الأعشاب الطبية لأستعيد صحتي وعافيتي وقواي، وبرغم أن الحال هنا صعب وسيئ للغاية، ومن أنني لست سعيداً بالظروف المعيشية التي أنا فيها الآن، إلا أنني مازلت أقاوم لأتحدى ذاتي. وأكد البايض أن يتواجد في بيئة ليس فيها سوى ثلوج القطب الشمالي، لافتًا إلى أن السويد تحتل الجانب الشرقي من شبه الجزيرةالاسكندنافية، وتفصلها عن النرويج تلال وسلاسل جبلية.. وتلتقي حدودها في أقصي الشمال مع فنلندا والنرويج، مشيرًا إلى أنه سيمكث في هذا المناخ غير المحتمل لمدة أسبوعان أيضاً.. موضحًا أن وصوله إلى القطب المتجمد الشمالي استغرق أربع ساعات بالسيارة لم يرى خلالها سوى الثلوج المتساقطة والمتراكمة على زجاج السيارة، وما صادفه منذ وصوله هو البرد الذي لم يتخيله في حياته، رغم عيشه سابقاً في البرد بحكم إقامته سنوات طويلة في الولاياتالمتحدة الأمريكة. جدير بالذكر أن البايض تصدر منذ وصوله إلى شمال مملكة السويد الصفحات الأولى في الصحف السويدية، والتي وصفته ب”الأمير العربي القادم من عالم الخيال” وتطرقت إلى وصفه بأسود الشعر وعاشق الخطر والمغامرة، بينما وصفته صحيفة أخرى ب”قاهر الذئاب والدببة القطبية”.. وأكدت هذه الصحف أنه جاء خصيصًا للتحضير لبرنامج غير مسبوق، يقدم من خلاله أقوى عروضه بالصوت والصورة في أجواء شديدة الوعورة، وأسهبت الصحف في الإشادة بموهبة الفنان السعودي، واعتبرته أحد ثلاث مشاهير على مستوى العالم في فنون المهارة الحركية وخفة اليد وقوة التحمل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: “أحمد البايض” تحت جليد القطب الشمالي المتمجد