هناك فرق شاسع في الطريقة التي تتعامل بها دول العالم الأول ومؤسساته وشركاته مع عملائهم ومواطنيهم، وبين ما نعانيه في دول العالم الثالث. وكلما تعلمنا منهم كيفية إدارة الأزمات وطريقة التعامل المدروس بدقة وقت الكوارث ارتقينا في الوصول إلى العالم الأول الذي ننشده.الكاتبة أميرة كشغري، تحدثت عن إدارة الأزمات في إعصار ساندي خلال مقالها في صحيفة عكاظ وقالت إنها تابعت، كما تابعت بلا شك الكثير من الأسر السعودية ممن لديهم أبناء في الولاياتالمتحدة، مسار الإعصار ساندي. بدأ الإعصار منذ أسبوع في منطقة الكاريبي، وضرب جامايكا وكوبا مخلفا الكثير من الدمار قبل أن يتجه شمالا قبالة سواحل ميامي، ومن ثم بقية الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وأضافت أنه ما كان غير عادي في هذا الإعصار كونه يأتي في وقت متأخر من العام وفي وقت بدأت فيه موجات الهواء البارد تهب من الشمال، إذ يتسبب ذلك في سحب الإعصار على غير العادة إلى الداخل. لذا كانت جميع النماذج الرياضية التي تتنبأ بمسار الأعاصير تشير إلى أنه سوف ينثني غربا ليضرب سواحل فيرجينيا وواشنطن ونيويورك. وكانت جميع التوقعات تشير إلى حجم الكارثة المتوقع يوم الإثنين والمقرون بموجة مد عاتية يزيد من ضراوتها تزامنها مع اكتمال القمر. ولفتت الانتباه إلى استعدادات الأمريكيين وقالت “في المقابل، كان الاستعداد للإعصار كبيرا وعلى كل المستويات، بدءا من الرئيس الأمريكي، ومرورا بحكام الولايات وعمد المدن، وانتهاء بالمراكز المحلية من مرور وشرطة ومستشفيات وملاجئ. لذلك عندما ضرب الإعصار مدن الشواطئ مساء الإثنين كان الكل مستعدا، خطوط الطيران الأمريكية الكبرى والعالمية هي الأخرى استعدت للإعصار. “ وتابعت أنه بحلول يوم السبت والإعصار لا يزال بعيدا في البحر أعلنت شركات الطيران أولا عن إلغاء رسوم وغرامات تغيير الرحلات. يوم السبت بدأت شركات الطيران في إلغاء رحلاتها من وإلى نيويورك وواشنطن، وبحلول يوم الأحد بلغ عدد الرحلات الملغاة 13 ألف رحلة. طيران الهند والفرنسية والبريطانية ولوفتهانزا ألغت هي الأخرى رحلاتها وأعلنت عن ذلك قبل مواعيد الرحلات بوقت كافٍ. واستنكرت ما فعلته خطوطنا الجوية العربية السعودية وقالت بدت طرزانية فوق العادة. وأعرف تماما ما أقوله هنا لأن ابني كان مقررا له العودة من نيويورك على رحلة السعودية رقم 20 مساء الإثنين، أي وقت وصول الإعصار إلى الشاطئ. وقد قضينا وقتا طويلا على الهاتف مع مكتب خطوطنا الحبيبة، والذي حتى منتصف الليل نهاية يوم الأحد كان يكرر على مسامعنا «ليس لدينا أي تعليمات» و«السيستم يشير إلى أن الرحلة (رقم 21) ستقلع الخامسة عصرا من جدة إلى نيويورك»، وموقع الخطوط الرسمي يشير إلى أن التغيير الوحيد في رحلة نيويوركجدة هو تأخر موعد إقلاعها ثماني ساعات ليصبح الرابعة فجرا. بالنسبة لنا، كنا ندرك أن هذا كان مستحيلا. أما بالنسبة لخطوطنا الحبيبة، فلم يبد لنا أنهم يدركون ما يعني أن يتكدس الركاب والأطفال في القاعة في انتظار رحلة لن تقلع.” وأضافت “أما شبابنا في أمريكا والذين حاولوا تغيير مواعيد رحلتهم لأنهم لا يستطيعون أصلا وصول نيويورك حيث أغلقت جميع وسائل المواصلات العامة، فإن ممثلي خطوطنا الحبيبة القابعين في عمان أو في لوس أنجلوس تصرفوا حيالهم بما يمليه عليهم سيستمهم، فأصروا أن يدفع كل من غير موعد رحلته المقررة يوم الاثنين الرسوم والغرامات المقررة. وكان نصيب ابننا منها 1470 ريالا.” ثم ختمت قائلة “الآن، وقد مر إعصار ساندي، نتنفس الصعداء ونقول لأبنائنا المبتعثين: الحمد لله على سلامتكم، ونقول لخطوطنا العزيزة «تراكم كبرتم المخدة» أكثر من اللازم.”