قالت تغريد حكمت، أول قاضية عربية مسلمة في القضاء الجنائي الدولي، خلال ندوة عُقدت في الأردن امس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام ان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تعمد محاكمة صدام حسين أمام القضاء العراقي حتى يضمن صدور حكم بالإعدام بعد يوم من تجديد نفي الرئيس العراقي لتوقيعه على الحكم وذلك وفقا لوكالة “أنباء موسكو” الروسية. وأضافت حكمت أن الرئيس الأميركي جورج بوش أحال صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل، إلى محكمة وطنية عراقية، وليس إلى محكمة دولية من أجل أن يضمن تنفيذ حكم الإعدام به، لأن الأنظمة الحاكمة للمحاكم الدولية لا تقر عقوبة الإعدام. يأتى هذا فى الوقت الذى جدد الرئيس العراقي جلال طالباني تأكيده على عدم توقيعه على قرار اعدام صدام حسين وفقاً لما ينص عليه الدستور العراقي. وأوضح طالباني امام مجموعة من الدبلوماسيين العرب، التقاهم اول امس الثلاثاء، في العاصمة العراقية بغداد أنه لم يوقع على أمر إعدام صدام حسين ولا علاقة له به لا من قريب او بعيد. وأشار طالباني الى انه في حال تمت مراجعته دولياً بشأن اعدام صدام فإن جوابه سيكون “انني لم اوقع على اعدام الرئيس صدام حسين او اي عراقي آخر.” وكان طالباني قد رفض سابقاً التوقيع على إعدام رئيس النظام السابق صدام حسين كما رفض التوقيع على إعدام وزير الدفاع في النظام السابق سلطان هاشم احمد وآخرين، قائلاً في حينها إنني من بين المحامين الذين وقعوا على التماس دولي ضد عقوبة الإعدام في العالم وستكون مشكلة بالنسبة لي لو أصدرت محاكم عراقية هذه العقوبة. الجدير بالذكر ان التوقيع على عقوبات الاعدام هي من صلاحيات رئيس الجمهورية بحسب القانون العراقي، وان توقيع أي مسؤول آخر، حتى لو كان رئيس الوزراء نفسه هو مخالفة دستورية. يذكر أن عدد حالات الاعدام في العراق قد وصل منذ بداية العام الحالي 113 حالة، حيث يتم تنفيذ الأحكام بشكل جماعي، ويطالب المجتمع الدولي بغداد بتجميد او إلغاء عقوبة الاعدام.