اثار خوض امرأة الانتخابات على رئاسة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين جدلا فى الاوساط السياسية المصرية الامر الذى اعتبره البعض ترشحا رمزيا إلى حد بعيد؛ حيث تعتبر فرصتها منعدمة في الفوز أمام مرشحين ثقيلي الوزن يتنافسان على ذات المنصب، وهما القياديان البارزان عصام العريان وسعد الكتاتني، إلى جانب مرشح ثالث أقل شهرة وهو خالد عودة. كما اعتبر البعض الاخر ان التحرك يعد مسعى غير مسبوق من جانب امرأة لاقتحام أروقة السلطة الذكورية داخل الجماعة. وغم أن الجماعة كان لها نائبات في أول برلمان يتم انتخابه بعد الثورة والذي تم حله سريعا، فإن الرجال كانوا يهيمنون بشكل كامل على أجهزة صناعة القرار والمناصب القيادية بالحزب وبالجماعة نفسها. وقال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن ترشيح السقاري يتناقض تماما مع صريح معتقدات الإخوان المسلمين بشأن دور النساء، فالإخوان لا يعتقدون أن النساء والرجال متساوون، وأن يعاملوا على قدم المساواة في الدستور وفي القانون. وأضاف أن الإخوان المسلمين يهمهم للغاية صورتهم في الغرب، وليس أمام الشعب المصري، ويبذلون قصارى جهدهم لتسويق أنفسهم أمام الغرب وهذه أحدث الوسائل التي يلجأون إليها.دعم للنساء . واستنكر محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان هذه الانتقادات وقال إن ترشيح السقاري يبين أن الجماعة تدعم النساء. وأضاف ان النشطاء قالوا ان الجماعة لا تشجع على مشاركة النساء وعندما تشارك النساء فعلا في الحزب ينتقدون الجماعة. وأضاف أن الجماعة لا تستطيع إرضاء الجميع. وقال حلمي الجزار، القيادي البارز في الإخوان، إن السقاري تواجه سباقا صعبا، مشيرا إلى افتقارها إلى الخبرة مقارنة بالكتاتني والعريان. لكنه قال إن ترشيحها مشجع لأنه يبين توجها في الحزب. وأضاف أنها إذا فازت في الانتخابات فسيكون الإخوان على استعداد لقبولها كرئيس. لكن إذا فشلت فسوف تستفيد من هذا الخبرة في المستقبل القريب. من جانبها قالت صباح السقاري إنها تريد تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والدفاع عن حق المرأة في المنافسة على منصب رئيس البلاد. وتخوض السقاري، التي انضمت لجماعة الإخوان قبل اثنين وعشرين عاما، الانتخابات على منصب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذي أسسه الإخوان المسلمون عقب سقوط الرئيس حسني مبارك في فبراير من العام الماضي.وكررت السقاري آراء الإخوان المحافظة، قائلة إن الشريعة الإسلامية هي المعيار الأول. وقالت إنه ليس بمقدورها أن تدعو إلى قانون يحظر ختان الإناث أو يحدد سنا معينة للزواج من أجل منع زواج الأطفال لكنها أكدت أن النساء لهن الحق في الترشح لمنصب الرئيس. وقالت السقاري، وهي متخصصة في الصيدلة وتبلغ من العمر 49 عاما، إنها تريد المزيد من المشاركة النسائية في السياسية، وإن لها حقوقا سياسية وتريد استغلالها. وأضافت أن الثقافة السياسية في مصر لا تقبل المرأة الرئيس، لكنها تقول إن لها حق الترشح لمنصب الرئيس. وصار الحزب بمثابة القاطرة التي وصلت بها الجماعة إلى سدة الحكم بعد عقود من القمع والحظر الذي عانت منه طوال سنوات حكم مبارك. وقد تغلبت الجماعة في هذا الإطار على القوى التقدمية والليبرالية التي قادت الثورة ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الداخلية للحزب في التاسع عشر من أكتوبر الجاري لاختيار رئيس جديد للحزب يحل محل محمد مرسي، الذي استقال من منصبه كرئيس للحزب عقب فوزه في يونيو الماضي بمنصب رئيس الجمهورية، في أول انتخابات رئاسية حرة تجري في مصر عقب الثورة. وسينتخب أعضاء الجمعية العمومية البالغ عددهم ألف عضو، الرئيس الجديد لحزب الحرية والعدالة. وقال المتحدث باسم الحزب إنه ليس متأكدا من عدد النساء في الجمعية العمومية، لكنه قال إنهن أقل من 100.