أشاد عمدة برلين السيد كلاوس فوفيرايت بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة،لافتاً إلى دورها المهم والفاعل في نشر الوعي العام بأهمية فن الترجمة في نقل المعرفة وتواصل الثقافات.وأعرب عمدة برلين في تصريح بمناسبة استضافة العاصمة الألمانية لحفل تسليم الجائزة في دورتها الخامسة للفائزين بها عن ترحيبه وسعادته بهذا الحدث ،مشيراً أن برلين هي أفضل مدينة لمنح جائزة عالمية – بهذا الحجم في ميدان الترجمة،لما تتصف به من انفتاح على كل الثقافات ،من خلال سكانها الذين ينتمون إلى أكثر من 180 دولة تتفاعل ثقافاتهم ولغاتهم لتحقيق التعايش الخصب والسلمي فيما بينهم من خلال الحوار والسعي الدائم إلى التفاهم والحوار. وقال عمدة برلين: لا تحظى مهنة الترجمة على أهميتها بالتقدير المستحق وكلما زادت صعوبة تعلم إحدى اللغات كلما زادت أهمية الترجمة في نقل معرفة وثقافة تلك الحضارة،التي تفكر بهذه اللغة وتنتج الأدب فيها،إلى اللغات والثقافات الأخرى. فللمترجمين دور وأصل مهم جداً. فهم لا يكشفون لنا محتوى النصوص الأجنبية فحسب ، بل يفتحون لنا أيضاً أبواب ثقافة أخرى كاملة. والاحتفاء بهذا العمل من خلال جائزة عالمية تحمل اسم قائد المملكة العربية السعودية بكل ما تمتع به من ثقل ومكانة ،ومساهمة كبيرة في تحقيق المزيد من الوعي العام لأهمية فن الترجمة. وأضاف السيد كلاوس أن برلين مدينة منفتحة عالمياً ومتسامحة،يسكن فيها أناس من أكثر من 180 دولة ، جلبوا معهم ثقافاتهم وأديانهم ولغاتهم. ولا يمكن تحقيق التعايش بينهم إلا عن طريق الحوار.لذا فإن برلين عاصمة تعتمد على ترجمة ثقافة ولغة كل جانب للجانب الآخر. لأنه في سبيل العيش معاً يحتاج الناس إلى فهم بعضهم البعض. لذلك لا أستطيع أن أتخيل مدينة أفضل من برلين لاستضافة حفل تسليم جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة. لذا أرى أن الجانب السعودي اتخذ قراراً مدروساً باختيار برلين لاستضافة حفل تسليم الجائزة إلى ألمانيا وهو ما يرجح أنهم يثقون بنا أنه لنا القدرة على أن نكون المكان الأنسب الذي يحدث فيه تبادل بين الثقافات بشكل أفضل من أي مكان آخر، وأرى أن هذا بمثابة تصويت على الثقة الكبيرة وتعبير عن التقدير الخاص لدور ألمانيا الدولي ، التي تتحمل بسبب تاريخها مسؤولية خاصة في مجال السياسة الخارجية في منطقة الشرق الأوسط. وعن احتمالات أن يساهم الحفل في تنشيط الترجمة العربية – الالمانية أشار عمدة برلين تحولت مدينتنا في السنوات الأخيرة إلى مركز لنشر الكتب،وفي هذا الصدد سيعطي منح الجائزة بالتأكيد دفعة قوية لتكريس المزيد من الاهتمام خاصة بالترجمة الأدبية الراقية. وحقيقة أن الجائزة التي منحت في دوراتها السابقة لأشخاص ألمان تؤكد أن ألمانيا منفتحة على كل الثقافات،أما برلين فتبدو في شكل متزايد وعلى النطاق الدولي مدينة تجمع الكفاءة الثقافية والإبداع،وبالتالي تصبح نقطة وصل تبدأ وتنفذ فيها عمليات الوساطة الثقافية. وعن رؤيته لأثر الجائزة في تحقيق التواصل والتقارب بين الشرق الاوسط والاتحاد الاوروبي قال السيد كلاوس، التواصل والتقارب يتطلب بطريقة عملية الفهم المسبق لخصائص الثقافات وذلك على أعلى مستوى ممكن. لهذا ، فنحن بحاجة إلى أشخاص يعملون على تحقيق ذلك ويتحملون عناء التآلف مع اللغات والثقافات الأجنبية إلى حد تمكينهم من نقل الغريب إلينا،وهذه «الجائزة العالمية للترجمة» جائزة تثقيفية أيضاً لأنها تشجع الشباب على الانخراط في مجال عمل يجب علينا في المستقبل الاهتمام به بشكل مكثف لجعل التواصل بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي أكثر فاعلية.