حفلت مكتبة الملك عبد العزيز العامة في احتفالات اليوم الوطني هذا العام بباقة من الأنشطة والفعاليات التي تحكي مسيرة نهضة بلاد الحرمين الشريفين. وتفيأت المكتبة مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – يحفظه الله – والتي بدأت منذ بواكير حياته العملية التي انبثقت من نشأته الإسلامية الأصيلة في كنف الملك المؤسس، واكتسبت خصوصيتها من تأملاته العميقة ورؤاه الحكيمة التي ترجمتها خبرات الأيام والسنين. وأكد معالي الأستاذ فيصل بن معمر مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على المكتبة في تصديره للكتاب التذكاري أن النظرة الحكيمة لخادم الحرمين لم تكن وليدة أثناء توليه الحكم،بل كانت ملازمة له منذ سنى حياته العملية الأولى،في كافة المناصب التي تقلدها،والمشروعات التي تبناها والتي يتجلى فيها حرصه على وضع الأسس المتينة لتهيئة الأجيال الناشئة للمستقبل. وأضاف معالي المستشارأن خادم الحرمين- رعاه الله – أسهم بالمبادرات الكريمة على الصعيدين العربي والإسلامي،إذ جعل نصب عينيه القضية الفلسطينية التي يراها القضية الأم،فدعمها مادياً ومعنوياً،كما دعم كثيراً من القضايا العربية والإسلامية حرصاً منه على توطيد وحدة الصف،وحل الخلافات والنزاعات. وتابع أن الحضور الدبلوماسي كان عنوانا ساسيا في كثير من القضايا العالمية،والأحداث الدولية التي شارك فيها بآرائه السديدة ورؤاه البناءة ونظرته المستقبلية .ويحكي كتاب “عبد الله” والذي يضم لقطات نادرة لخادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – فصول من قصة المليك الإنسان الذي تولى قيادة المملكة بعد وفاة الملك المؤسس بنحو خمسين عاماً،شهدت البلاد أثنائها قفزات هائلة في مضمار التحضر والازدهار.وتبدأ قصة مسيرة المليك في المدرسة التي أسسها الملك المؤسس في قصر المربع في ثلاثينيات القرن الماضي،والتحق بها الأمير عبد الله مع عدد من إخوانه وأقرانه،والتي تميزت بالتعليم الحديث في ذلك الوقت ،حيث تجاوز مرحلة الكتاتيب التقليدية ليتضمن عدداً من العلوم الحديثة ،ثم التوسع في الاطلاع،والسفر،وممارسة رياضاته المفضلة،وفي طليعتها الفروسية،والقنص والسباحة. وأضاف أن من عرف فخامته أميراً ثم ملكاً يدرك أن الاهتمامات المشار إليها استمرت جزءاً من شخصيته. وتأتي مطالعة السجل الشخصي لخادم الحرمين في المراحل المتأخرة كاشفة عن تحولات كبرى في حياة الوطن. كما تحتل الرحلات الشخصية موقعاً خاصاً في تاريخ فخامته وما يلفت النظر هو اتساع آفاقها منذ مرحلة مبكرة فقد شملت دولاً أوربية وآخرى عربية. وقد نال قسطا من الشهامة والأخلاق الأصيلة حيث ينحدر الوالد والوالدة – رحمهما الله – من البيئة البدوية التي هي معدن الأخلاق الكريمة وأصل للأرومة الذكية. فيما يحكي الكتاب اهتمام الملك بحوار الأديان والحضارات نابعاً من اهتمامه الأساسي والمبدئي بالإسلام،بوصفه الدين السماوي الأحق بالانتشار في كل مكان،والأجدر ببناء علاقات نابعة من رسالة الإسلام.وفي مجال العمران توّجه اهتماماته بأكبر توسعة يشهدها الحرم المكي في تاريخه،وكذلك باستكمال توسعة الحرم النبوي وما يصاحبه من خدمات،كما أمر بإنشاء الطرق وإعمار (عين زبيدة) لتوفير المياه بأوفر السبل للمعتمرين والحجاج والمقيمين في مكةالمكرمة. وكان التأكيد على قيم الحوار والوسطية والاعتدال ركيزة أساسية لما عرف بمشروع الملك عبدالله الإصلاحي الذي هدف إلى نزع فتيل الفتن والدفع بالوطن والمنطقة ككل تجاه المزيد من حل المشكلات بالتفاهم ونبذ التشدد والإرهاب. ويضم المعرض 192 صورة فوتوغرافية توثق لمسيرة خادم الحرمين الشريفين منذ مراحل الصبا والشباب وفي جميع المناصب والمسؤوليات التي تولاها في حياته العلمية،كما تسجل لبعض من جهوده ومبادراته المحلية والعربية والعالمية. وجاءت صورة خادم الحرمين الشريفين في منطقة جازان التي أصابته عدوي “حمي الوادي المتصدع” عنوانا يعكس الحس الإنساني المرهف. ويزدان المعرض بعدد كبير من صور خادم الحرمين الشريفين مع ملوك ورؤساء العالم. وتأتي صور خادم الحرمين الشريفين وهو يشاهد مجسم لمقر الحرس الوطني مع إخوانه الملك خالد والملك فهد والأمراء سلطان وسلمان ومعالي الشيخ إبراهيم العنقري في أواخر السبعينات من القرن العشرين من اللقطات الرائعة في المعرض.