قال الكاتب محمد السحيمي إن بين حديث أبو صالح الراجحي، وتغريدنا حضيضٌ فادح شُوِّهت فيه نظرتنا للحياة والعمل وبناء المستقبل! وتساءل، كم تعرف “سيكورتياً” سعودياً يعيش بألف ومئتي ريالٍ قبل الزيادة؟ وكم تعرف حارس مدرسة يعيش هو وزوجته وأطفاله بمثل هذا الزهد؟ وكم تعرف طالباً وطالبةً جامعيين يعيشان بمكافأتيهما، ويعينان وربما يعولان أسرتيهما؟ وحكى عن أبى صالح وقال “كان “أبو صالح” يتعجب من جيل اليوم، الذي يزعم أن (2000) وليس (1000) ريال لا تكفيه؟ ويتساءل: كيف يدفع الأجنبي “اللي وراه واللي دونه” من أجل الحصول على فرصة عملٍ بهذا المبلغ، بينما يمكن أن يجدها السعودي ملقاةً في الطريق؟ ثم أضاف بكل صدق: أنا أستطيع أن أعيش بهذا المبلغ! وراح يفصل بكل جدِّية الاحتياجات الحيوية الضرورية له ولزوجته الصغرى وطفله ذي العامين؛ حيث لا يعيش معه غيرهما! أليست هذه أسرة شاب في مقتبل عمره؟ وفي بداية حياته لا نهايتها؟ ولأنه “سليمان الراجحي” فليس من احتياجاته الضرورية: سيارةٌ فخمة تأكل المطبات بالعافية، ولا قصرٌ ترمح فيه “دواجن الوطنية”، ولا سائق للهانم، ولا مربية للولد، ولا شغالة طباخة نفاخة، ولا سينما تلفزيونية يتسدح أمامها (73) ساعةً في اليوم والليلة لمتابعة القنوات المشفَّرة، ولا “آي فون”، ولا “آي باد”، ولا مناسبات اجتماعية للفشخرة الكذابة! ولأنه “أصلع” فليس بحاجة إلى “تقذيلٍ” أو “تكديشٍ” ولا إلى إكسسوارات أخرى لمشاكسة “جمس بوند” في وادي “التحلية”! وختم قائلاً “لقد كان “أبو صالح” يتحدث عن شاب جاد واعٍ بأولوياته، فيما قفزت أذهان المغرِّدين إلى مليارديرٍ في الثمانين من عمره، “يتوهمون” أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب عيار 21!”