القاهرة – الوئام: اعترف المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، بأن الإخوان لا يمتلكون برنامجا للخروج بمصر من أزمتها. وقال الشاطر، الذي كان المرشح الأول للإخوان في انتخابات الرئاسة، إن جماعة الإخوان لا تمتلك “مشروعا للنهضة”، ولا برنامجا انتخابيا. وذكر الشاطر فى فيديو لمؤتمر جمعه مع “جبهة إنقاذ الثورة”: “إنه لا يوجد برنامج واضح ومحدد ونهائى، ووجه اللوم والعتاب إلى وسائل الإعلام التى فهمت مشروع النهضة خطأ”.وستضع تصريحات الشاطر الإخوان في مواجهة صعبة مع المصريين الذين شعر كثيرون منهم بأنهم قد خدعوا وأن الجماعة ضحكت عليهم. وأضاف المراقبون أن تصريحات الشاطر تعني أن ما روجت له الجماعة خلال الانتخابات خداع للمجتمع المصرى وللشباب الذين قادوا الثورة. وكانت جماعة الإخوان قد خاضت منافسات الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ببرنامج انتخابى تحت اسم “مشروع النهضة” وأكدت الجماعة وقياداتها فى ذلك الوقت أنه مشروع متكامل ومحدد وقابل للتنفيذ بمجرد فوز المرشح الإخوانى.! وأثارت تصريحات الشاطر ردود فعل غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي نشرت الفيديو بكثافة. ويفسر متابعون للشأن الإخوان إن تصريحات الشاطر خطوة استباقية تحاول امتصاص الغضب الشعبي الناتج عن غياب حلول واقعية لمشاكله المتراكمة. ويقول هؤلاء الملاحظون إن سياسات جماعة الإخوان المسلمين الاقتصادية والاجتماعية، لا تختلف عن سياسات مبارك التي قامت على الارتهان للمؤسسات المالية الدولية، ومراعاة مصالح رجال الأعمال والطبقة المستفيدة من السلطة على حساب الفقراء. من جانبه، قال أحد الغاضبين من الاعتراف الصادم للقيادي الإخواني “هؤلاء هم الاخوان المسلمين كاذبون منافقون مخادعون يتلاعبون بالدين للحصول علي ما يبغون”. وقال أحد المصريين “إن هذا الكلام كذب واضح وصريح لأن الإخوان كبارا وصغار أعلنوا عن هذا البرنامج”. وأضاف “هذا “التفاف وتضليل للشعب، لم يعد هناك ما نستغربه من كذب وخداع... لستم أفضل من سابقيكم، بل هم كانوا افضل لأنهم لم يقحموا الدين فى كذبهم”. وكان الإخوان تعهدوا في حملاتهم الانتخابية البرلمانية والرئاسية بتوفير الحلول اعتمادا على رؤيتهم للشريعة والاقتصاد المبني على تحريم الربا، لكنهم فاجأوا المتابعين بالقول إن القروض الربوية حلال. وقال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في مصر الاحد ان الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي “جائز شرعا لأن الضرورات تبيح المحظورات”. وفي هذا السياق، تساءل أحد المعلقين على تصريحات الشاطر “اذا كان مشروع النهضة مشروعا مبدئيا “...” على أي أساس أخذتم القرض من البنك الدولي؟ أليس هذا نفس السبب الذي جعلكم تعترضون على حكومة الجنزورى حينما سعت للحصول على القرض ذاته؟”.