الرياض – الوئام – محمد الحربي : قبيل أن تهدأ عاصفة الجدل والغضب الذي أثارهما الكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ بسبب مقولة ” دعارة السعوديات في دبي ” التقط طرف الحديث شاب يدعى ” يزيد ” من أبناء عمومته ، وينتمي لعائلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أحد أبرز مجددي الدعوة السلفية ، ليعيد سكب البنزين على النار ، وينقل النقاش من مطالبات بمعاقبة صاحب مقولة “دعارة السعوديات” إلى ساحة ” فضل العائلة ” بإدخال الشعب السعودي في الإسلام وإخراجه من دائرة الشرك . هذا ماشهده موقع التواصل الاجتماعي تويتر خلال اليومين السابقين ، حين انطلقت شرارة الجدل بتعقيب للكاتب محمد آل الشيخ على أحد متابعيه في نقاش حول عمل المرأة ، وقال الكاتب معقباً ومتسائلاً ” ومن الجاهل الذي قال لك إن مواجهة بطالة الرجال أولى من مواجهة بطالة النساء .. ماهو سبب انتشار دعارة السعوديات في دبي مثلا ؟ ” ورغم إنها جاءت في سياق نقاش بين الكاتب وأحد المتابعين إلا إنها انتشرت انتشار النار في الهشيم ، واستدعت تدخل مشاهير من الدعاة والناشطين للمطالبة بمحاسبة الكاتب على هذه المقولة بدعوى أنها قذف للسعوديات . الكاتب واصل النقاش ، والدفاع عن مقولته وإنها لم تخصص احداً بعينه حتى تنطبق عليها شروط القذف ، ولكن المتابعين شرعوا في إشعال هاشتاق ( قذف محمد آل الشيخ للسعوديات ) بتغريدات متواصلة تنصب في سبيل المطالبة بتحويل الكاتب للمحاكم ، وتطبيق حد القذف بحقه ، وانبرى أحد المغردين لتبني دعوى قضائية ضده ، وكذلك فعل أحد أكثر المغردين شعبية ، وهو الدكتور محمد العريفي الذي كشف عن قيامه بالإبراق لسمو ولي العهد ، والداخلية ، وأمير الرياض ، والإعلام فكتب ” أبرقتُ لولي العهد الداخلية الإعلام أمير الرياض أطلب محاسبته.. أبرِق بالاتصال969 ” ومثله فعل الشيخ غازي الشمري الذي قال ” تم الاتصال بصديق محامي أماراتي ووعد بتأديبه وأن القضاء بدبي رادع ” . وعلى مستوى الكتاب الصحفيين فقد علق خالد السليمان الكاتب بجريدة عكاظ بقوله ” إن وجدت من تمارس الدعارة فالسبب هو عهرها وليس فقرها ! فالحرة.. تموت ولا تأكل بثديها ! ” ، وكتب زميله محمد الأحيدب قائلاً ” ليعلم الجاهل بصفة العفاف أن جدات السعوديات عانين فقراً يفوق بطالتهن اليوم ولم يبعن أعراضهن وحاشاهن وبناتهن إنما رخص العرض عنده فغرس فيه نابه ” ، وذهب علي مكي الكاتب بجريدة الشرق للقول ” أنا في في دبي.. وفوجئت بالزميل محمد آل الشيخ أو فاجأوني الأصدقاء بتغريدته عن السعوديات في دبي..!! هذا قذف وتعميم يجب أن يثبته أو يحاسب عليه! .. أستغرب من كاتب معروف مثل محمد آل الشيخ أن يقذف بنات بلده ويعمم بهذه الصورة المخجلة!! إذا كان يعرف حالة (ما) فليس ذلك مبرراً أن يسيء للجميع!! .. وتساءل ” أريد أن أعرف كيف عرف محمد آل الشيخ أن السعوديات يمارسن الدعارة في دبي بهذا الإطلاق والتعميم؟هل ثمة أحد من(معارفه)أخبره بذلك؟ كله إلا الأعراض! ” ، والتزم كتاب آخرين الصمت حيال هذا الجدل فيما حاول بعضهم توضيح مقولة الكاتب والدفاع عنه ؛ ولكن في تويتر لا يستطيع أحداً فرض رأيه وقناعاته ، وفي ماتعرض صفحاته لارقابة ولا رئيس للتحرير ! الخليجيون هم أيضاً .. دخلوا على الخط ، ودافع بعضهم عن السعوديات فقال البحريني سلمان المشعل ” بالنسبة لي كبحريني عاش في المجتمع السعودي عدة سنوات ورأى المرأة السعودية مثالاً للعفاف أرفض بل أتقزز من قذف محمد آل الشيخ للسعوديات ” ، ووافقه الرأي الاماراتي سهيل البستكي الذي قال ” نحن مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة ومن دبي تحديداً ، لم نرى من أخواتنا السعوديات غير الحشمة والإحتشام ” ، وكذلك مواطنه إبراهيم بهزاد الذي علق بقوله ” من دبي نعلنها للملأ .. ما رأينا من أخواتنا السعوديات إلا كل خير و حشمة و أدب .. فهن أخواتنا و نفتخر بهن “. في خضم هذا الجدل والسيل الجارف من التغريدات التي تصب في جنبات هذا الهاشتاق ، وقبل أن تتجه الأمور إلى قلب الصفحة والانشغال بموضوع آخر .. تفاجأ المتابعون بمغرد يسمي نفسه ” يزيد آل الشيخ ” يعقب على مغرد آخر بقوله ” لاتعمم على عائلة كان لها الفضل بعد الله في تصحيح لمنهج الاسلامي بعد ماكانوا أجدادك يعبدون الشجر والقدر والنار والقبر .. الحقيقة مرة ” ، وإن كان الأغلبية يفضلون عدم الزج باسم الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب والنأي به عن هذا الجدل تقديراً لمكانته العلمية والشرعية لكن تغريدة هذا الشاب المنتمي للعائلة فجرت بركاناً من الغضب جعل بعض المغردين يخصص هاشتاقاً آخر غير هاشتاق ” قذف محمد آل الشيخ للسعوديات ” اسموه باسم هذا الشخص ” يزيد آل الشيخ ” ووجهوا من خلاله انتقاداتهم اللاذعة له ، وطالب البعض مجدداً بوضع حدود لمثل هذه التجاوزات بحق الناس ، والمساواة بينهم . ولكن للساخرين طريقة في توجيه النقد وتمرير الغضب والاستياء ، وهو ماحظي به هذا الهاشتاق حيث علق سليمان بن مسيعيد ساخراً ” ايه صح جدي قبل 300 سنة كان يعبد له اثله يحبها قلبك في آخر الشعيب وصار اللي صار وتاب ورجع للإسلام ” ، وقال ماجد ” بالله اللي يقدر يوصل ليزيد يسأله عن مستويات عبادة القبور، وهل قدر الضغط خاص بالاكباريه وعيال الشيوخ والعادي للطفارى ” وعلق بندر عبد العزيز بسخرية ” انا جدي الظاهر كان يعبد قدر ضغط لأنه دايم كان كتوم ثم يفور ويعصب علينا فجأه الله يرحمه ” ليتحول النقاش في هذا الهاشتاق عن عبادة ” القدور ” ويبتكر بعض المغردين عناوين لكتب ساخرين من تعقيب يزيد فكان ابتكار عمر المانع بعنوان ” كتاب القول اللباب في أصل عبادة القدر وأسياخ الكباب ” وجاء فيصل الثنيان بعنوان ” تبيين السرور في فضل القدور “ ولم تسلم عائلة آل الشيخ بشكل عام من بعض الهمز واللمز مماحدا ببعض المشاركين لدعوتهم لتجنب انتقاد الشيخ المجدد فقال فهد الفريان ” براءة لذمتكم ابعدوا الحديث عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعائلته ففضله لاينكر واقصروه على من غرد ” وقال عبد العزيز طرابزوني ” محمد بن عبدالوهاب مجدد ومصلح. لا يحاسب بأفعال أتباعه بعد قرون، كما لا يؤخذ الإسلام بجريرة الإسلاميين والحقوق بجريرة الحقوقيين ” . واستمر الجدل حتى قبيل ساعات قلائل من بزوغ شمس يوم عيد الفطر المبارك ، واستحوذت مقولة الكاتب المخضرم والشاب يزيد على اهتمامات المغردين ، وساهمت في تغييب عبارات التهاني المتبادلة في مثل هذه المناسبات ، والتي كانت مواقع التواصل تعج بها في مثل هذا الوقت . جدير بالذكر أن المطالبات بتطبيق قوانين الجرائم الإلكترونية تزداد تصاعداً مع كل قضية تثير الاهتمام في ساحات تويتر والفيس بوك ، ومن خلال هذين الهاشتاقين رصدت الوئام عشرات النداءات بتطبيق النظام ، وتحويل الأمر للجهات المختصة للبت فيه ، ومعرفة هل تندرج هذه العبارات تحت طائلة النظام أم لا .