بتتبع وسائل الإعلام وقنوات التعبير التي يرتادها الشباب السعودي يلفت الانتباه تفاوت النظرة والآمال والطموحات تجاه مشاركة منتخب المملكة لكرة القدم في بطولة كأس الأمم الآسيوية التي انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس . الصحف السعودية والمنتديات الالكترونية ورسائل ال SMS نقلت الصورة الحقيقة لحالة الترقب التي يعيشها الوسط الرياضي قبيل ساعات من أولى مشاركات الأخضر ، وحملت تبايناً في النظرة لهذه المشاركة . منتخب 84 لن يتكرر : إجماع شبه تام على تفرد المشاركة السعودية الأولى في كأس أمم آسيا ، فيصفها الجمهور السعودي بأنها غير عن كل المشاركات اما لماذا ؟ فيبرر ناصر س بأنها كانت بصمة فارقة في تاريخ الرياضة السعودية ، وشهدت حضوراً سعودياً طاغياً وتوهجاً لنجوم الكرة السعودية ، وسجلت ظهور « الثروة الوطنية» الكبرى خليل الزياني . في حين يذهب المقيم المصري عبدالناصر قيمون إلى أنها عرّفت العالم بالرياضة السعودية وبخليل الزياني وماجد عبدالله وصالح النعيمة وصالح خليفة . 88 تأكيد الزعامة والارتباط بالدوحة : المشاركة السعودية في بطولة آسيا لعام 1988 تصنف بأنها مميزة كونها دعمت صدارة السعوديين لآسيا ، وكشفت النقاب عن جودة إنتاج الملاعب السعودية ، فجاء فهد الهريفي ويوسف الثنيان وعبدالله صالح كشهادة على أن التميز السعودي لم يكن مجرد طفرة رافقت طفرة النفط ، هكذا يرى علي المنشط . ويضيف : آمالنا كبيرة في بطولة آسيا الحالية فالمنتخب جاهز عناصرياً ، والكرة سيتقاذفها نجوماً في مكان محبب إلى نفوسهم ، في الدوحة مهد البطولات الخضراء . 96 .. يوسف الثنيان والأمير سلطان : لن ننسى مباراة الصين التي شهدتها أرض الامارات العربية المتحدة والعشر دقائق التي عجلت بتشغيل محرك الطائرة الخاصة المقلة للأخضر حين انهار الدفاع السعودي الصلب أمام سرعة الصينيين ، فجاء الفرج «يوسف الثنيان» ليجبر الطائرة على الانتظار حتى ختام البطولة ويعلن انهيار سور الصين برباعية لايمكن أن تتكرر ويضيف عايض سعود لا أعتقد أن جمهور الكرة سينسى تتويج الأخضر وابتسامة الأمير سلطان بن فهد حين تقدم لعناق كابتن الأخضر وهو يعلن كسب التحدي ونجاح ثنائية سلطان والثنيان . الوصافة وعقدة اليابان ويونس أحمد : ثلاث مرات خرجت السعودية بالوصيف كان منها مرتين أمام اليابان ومرة أمام العراق ، جميعها كانت مؤلمة للسعوديين الذين دفعهم عقد الصداقة المستمر مع كأس القارة الصفراء للتفاؤل كثيراً وأمام من ؟ أمام الكمبيوتر الياباني . كان الخروج الأول في عز توهج الكرة السعودية وعلى يد اليابان بهدف يتيم في عام 92 ، ولكن اليابان لم تقنع بالجولة الأولى فعادت في العام 2000 لتخطف البطولة مرة أخرى أمام السعودية وبنفس النتيجة .. أصبح نهائي اليابان عقدة للسعوديين .. يصف الحال أحمد ر ، ويضيف منتخبنا هزم اليابان أكثر من مرة .. لكن النهائي معهم محسوم أمره . اما النهائي الثالث فكان من نصيب منتخب العراق وبرأسية السفاح يونس أحمد . مشجع هلالي ، يعلن رد الصاع ليونس أحمد في موقعة فريقه الهلال مع الغرافة القطري ، إلا أن يونس أحمد يعود في ودية منتخبه الأخيرة مع الأخضر ليكرر نفس السيناريو . مشكلة المنتخبات أنها تلعب أمام السعودية بمستوى مختلف ، لا أعلم هل يتأثر اللاعب السعودي بتصريحات رؤساء بعثاتها أم أن هناك أمر ما هكذا يتساءل محمود عبدالله ، ويضيف : الشيخ أحمد الفهد مارس سياسة الترشيح المبكر أمامنا في خليجي 20 وخسرنا ، صحافتنا تضخم حكاية يونس أحمد ، لكن أخشى أن تستمر حكايته وعقدته في آسيا 15 . منتخب الأربعة أندية : يشارك الأخضر بطاقم جله من أربعة فرق هي الهلال والاتحاد والشباب والأهلي وهنا تلعب الميول المحلية دورها في نسبة التفاؤل والتوقعات ، فمنتدى نادي النصر بشر بخروج مبكر من الدور الأول والسبب كما يقول معلق اتحادي : لايوجد لاعب نصراوي في البعثة . مشجع هلالي يتفاءل كثيراً فيبصم على العشرة برفع ياسر القحطاني لكأس آسيا ويذهب مشجع محايد للقول بأنه في حالة قابل السعودي إيران في دور الأربعة فياسر سيصافح الشيخ حمد ! الصحافة وعقدة الكابتن الهلالي ومحمد نور : الصحافة الرياضية السعودية حادة في طرحها وفي التعبير عن ميولها ، تستطيع من جولة سريعة في أربع صحف بارزة أن تعرف ميول كتابها ومحرريها .. محمد العتيبي يجزم ويضيف : إذا أردت أن نسمي فلنسمي ، لا أعلم هل يهون المنتخب أمام ألوان الأندية . وهو مايجزم به اللاعب عبده عطيف في تصريح فضائي قبيل المباراة بساعات بقوله : مصالح الأندية تسيطر على إعلامنا فهو منتمي للأندية وسبباً للتعصب . اما حكاية قائد الأخضر فهي حكاية أخرى . ياسر القحطاني وقبله سامي الجابر ويوسف الثنيان وصالح النعيمة ، ألايوجد أحد غير لاعبي الهلال ، يقول أحد المعلقين في خبر سابق بالوئام . ولأن الدقة تغيب في عقلية المشجع المتعصب فإن ماجد عبدالله قاد الأخضر في مونديال 94 م ، وكذلك فؤاد أنور في بطولات الخليج ، إلا إن تكرار أسماء لاعبي الفريق الواحد كفيل بإثارة أكثر من علامة استفهام في أذهان جماهير الأندية . القوة الغائبة ؛ محمد نور أبرز نجوم الوسط السعودي في السنوات الأخيرة يغيب مرة أخرى عن المشاركة مع منتخب بلاده ، لماذا ؟ هو السؤال الأكثر سخونة في أوساط الجماهير الناقدة لتصرفات المدرب بيسيرو ، وبين متسائل عن سبب غيابه وتغييبه يقول ناقد رياضي : محمد نور لاعب نادي ! اما زميل له فيقول : ماهي مشكلة نور التي ترمي به خارج أسوار الأخضر . إدارة المنتخب تتعايش بشكل مستمر مع هذه التساؤلات والآراء والانتقادات وتحاول أن تبعد اللاعب عن هذا الجو المكهرب ، لكنها تخشى دائماً من أن يلقي بظلاله على عناصر المنتخب . سلطان بن فهد يتقدم البعثة : الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب يبدو أنه متفائل بخلاف ماكان عليه في خليجي 20 ، فخرج على رأس قائمة السعوديين المتجهين للدوحة في مهمة إعادة كنزهم المفقود ناسفاً بذلك جميع التاؤيلات والتفسيرات والاتهامات التي تلوكها جماهير الأخضر خلف ظهره ومعلناً رفضه لكل مايعيق مسيرة البطولة. قيادة سلطان بن فهد لكوكبة الأخضر المزاحمة لعتاولة آسيا تنبئ عن رغبة جادة في استرجاع مجد الصقور الخضراء الآسيوي ، فهل يفعلها رئيس الكتيبة ويسجل انتصاراً آخر على حساب منتقدي خططه ؟