يرى خبراء دوليون أن تدمير إسرائيل للمفاعلات النووية الإيرانية لمنع الجهورية الإسلامية من إنتاج سلاح نووي يتطلب هجوماً جوياً معقداً بمشاركة ما يزيد على مائة طائرة مقاتلة.ولن تتسم العملية بذات القدر من السهولة الذي نفذت به إسرائيل الهجوم على مفاعل العراق عام 1981، وموقع آخر سوري يشتبه بأن الدولة العبرية تقف وراء تدميره في 2007، فالمنشآت النووية الإيرانية الثمانية متناثرة في مناطق مختلفة في البلاد، ومحصنة بشكل جيد، وأحدها مغطى بكتل خرسانية فيما شيد آخر داخل جبل، تقوم على حمايتها صواريخ أرض-جو، وأنظمة حرب إلكترونية. كما أن المسافة الجغرافية البعيدة التي تفصل بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية، تزيد من عوامل تعقيد الهجوم الجوي الذي قد يقتضي مشاركة مائة طائرة، من مقاتلات حربية وطائرات التزود بالوقود في الجو. وأوضح إفرائيم كام، نائب مدير “معهد دراسات الأمن القومي” بإسرائيل، أن قصف المنشآت النووية الإيرانية سيكون عملية “معقدة للغاية”، مضيفاً: “ستكون عملية ذات نطاق واسع جداً، أكبر بكثير من التي تمت في العراق قبل 30 عاماً.” ورجح كام، وهو عقيد متقاعد عمل بفرقة الأبحاث الاستخباراتية التابعة للجيش، وخبراء آخرون، استخدام مقاتلات من طراز F-15I وF-16I لمهاجمة المنشآت النووية وليس بإطلاق صواريخ من غواصات. وبحسب مجموعة “جين” الدفاعية البريطانية، فإن ترسانة إسرائيل الجوية تضم سرباً واحداً، أي نحو 25 طائرة، من مقاتلات F-15I، بجانب أربعة أسراب من طراز F-16Is، وقد تدفع المسافة الطويلة إسرائيل لإشراك طائرات التزود بالوقود في الجو، التي تمتلك منها 11 طائرة، سبع من طراز kc-707 و وأربع من طراز kc-707، بحسب دوغلاس باري، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن. وشرح باري أن كل طائرة هجومية ستحمل ثلاثا من قنابل GBU-28 الخارقة للتحصينات لقصف الأهداف المحصنة والمشيدة تحت الأرض. وأضاف خلال إشارته إلى امتلاك الجيش الأمريكي لقنابل أكبر من هذا النوع، زنة 30 ألف باوند: “لا تبدو هناك مؤشرات لطلب إسرائيل هذا النوع من السلاح من أمريكا الذي يمكن أن يحسن قدرتها على مهاجمة المواقع النووية الإيرانية المدفونة تحت الأرض.” وتستند افتراضات المحللين الدوليين على قيام إسرائيل بمهاجمة إيران وحدها دون مساعدة أمريكية. وفيما يخص المواقع الإيرانية التي قد يستهدفها أي هجوم إسرائيلي محتمل، حددتها إيملي كورلي، الخبيرة النووية من “جين”، بمنشأة “نتنز” و”فوردو لتخصيب اليورانيوم،” ومفاعل “أصفهان،” بجانب مجمع “آراك” النووي،” والأخيران مشيدان على سطح الأرض ما يسهل نسبياً تدميرهما بالقصف الجوي، على نقيض “فوردو” الذي يصعب اختراقه لكونه مقام داخل جبل، على حد قولها.ويقع “نتنز”، بوسط إيران، على عمق 33 قدماً تحت الأرض تحت كتل أسمنتية يبلغ سمكها 6 أقدام. وأضافت كورلي: “هناك تساؤلات إزاء قدرة إسرائيل على تدمير فوردو بضربه جوية.. مهاجمة نتنز وآراك دون تدميره لا يساوي المخاطرة.”وتحمي صواريخ من طراز S-200 وبطاريات صواريخ أرض – جو، المنشآت النووية الأربعة، بحسب جيم هولوران، أخصائي الدفاعات الجوية.وقالت كورلي إن إسرائيل قد تدمر خلال العملية العسكرية كذلك بعض الأهداف الثانوية مثل “تبريز” وقاعدة الإمام علي للصواريخ غرب إيران، للحيلولة دون أي هجوم انتقامي بالصواريخ من جانب إيران، بجانب قاعدة “بيدغنه” العسكرية، التي وقع بها انفجار غامض في نوفمبر/تشرين الثاني، ما يرفع إجمالي المواقع المستهدفة إلى ثمانية. ويضع الخبراء ثلاثة طرق محتملة تسلكها المقاتلات الإسرائيلية لتنفيذ ضربتها، منها الطريق الشمالي عبر أجواء تركيا، وتشهد العلاقات التركية – الإسرائيلية توتراً في الآونة الأخيرة. بجانب الخط الجنوب ويمر عبر السعودية، التي تتخوف من إنتاج إيران لقنبلة نووية، لكنها تعادي علانية الدولة العبرية، بحسب الخبراء الذين أشاروا إلى الخط الوسط كأقصر الطرق، ويمر بالعراق والأردن، ورغم أن الأخيرة بحالة سلام مع إسرائيل، إلا أن ذلك لا يضمن منح المملكة إسرائيل رسمياً حق العبور عبور أراضيها.