شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 تزاحم أعداد الزوار بين جنباته خلال الأيام الأربعة الأولى والتي صادفت إجازة نهاية الأسبوع، وتقدر إدارة المعرض حجم الزوار في تلك الأيام الأربعة الأولى بما يتجاوز 7 آلاف زائر في وقت حقق المعرض مبيعات تخطت حاجز (2.5 ) مليونين وخمسمائة آلف ريال. إلى ذلك حظي المعرض بتوافد مختلف الأعمار ما بين أطفال مع أسرهم أو عبر زيارات مدرسية تنظمها مؤسسات تعليمية بمدينة الرياض لطلابها وطالباتها، بالإضافة لما يشهده المعرض من زيارات لعدد من طلاب وطالبات التعليم العالي، كما لم تخلو جنبات المعرض من زيارات لكبار السن والذين لم يثنهم التقدم في العمر في البحث عن الكتاب ليكون جليسهم فهو كما يقال “خير جليس في هذا الزمان” . عبدالعزيز الجابر 75 سنة موظف متقاعد من سلك التعليم ، يقول “أجد متعتي مع الكتاب، وهذا ما يوفره لي معرض الرياض للكتاب في كل عام” ، وعن ما لفت انتباه خلال الدورة الحالية للمعرض أكد أن غياب بعض دور النشر عن الدورة الحالية لا يجد له مبرر ، ويضيف ” باستثناء الدور السورية نظرا لما يمر به سوريا من احداث مأساوية “. وبين الجابر أن معرض الكتاب في دورته الحالية يتسم بتنوع الإصدارات لدى كثير من دور النشر، على خلاف الأعوام السابقة، موضحاً أنه قام باقتناء عدد من الكتب حديثة الإصدار، والتي طبعت خلال العام الجاري. فيما يرى فهد السعوي 65 رجال أعمال حرة، بأن المعرض يحقق تميز من حيث طبيعة معروضاته وتنوع المناشط والبرامج الثقافية المصاحبة ، ومشيراً لتمكنه من حضور عدد من المحاضرات خلال اليومين الماضيين، ولافتاً إلى أن فكرة استضافة دولة لتقدم ما لديها من اهتمامات بصناعة الكتاب كما هو الحال مع مملكة السويد والتي حلت هذا العام ضيفة شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب. من جانبه أوضح سعيد الشهراني 72 سنة عسكري متقاعد ، بأن المعرض شكل له ولأبناءه الذين كانوا برفقته فرصة لتنمية روح الإطلاع وحب القراءة في أنفس أبنائه، مؤكداً على حرصه في كل عام على اصطحاب أبناءه لمعرض الرياض الدولي للكتاب. وتمنى الشهراني من إدارة المعرض توفيرمقاعد جلوس أكثر عدد مما هي عليه، ومشيراً لكون تلك المقاعد المعدة للجلوس لا تتوافق والأعداد الكبيرة من الزوار من مختلف الأعمار، التي يشهدها المعرض يومياً. يشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 ، يسعى لتلبية رغبات كافة الشرائح الاجتماعية من خلال تنوع ما يقدمه من إصدارات وكتب ونشرات، بالإضافة لتفاوت البرامج المتعلقة بأنشطته الثقافية المصاحبة، حيث اعتمدت عدد من ورش العمل التي توجه للأطفال لتنمية مواهبهم ومداركهم التفكيرية ، وغيرها من الورش المقدمة لتدريب الكبار في مختلف المجالات ابتداءاً من تنمية الحوار وحتى فن التعامل مع العلاقات الأسرية. من جهة أخرى كان الطفل ناصر عبدالله الراجحي ذو الثلاثة عشر ربيعاً والذي لا تشبه طموحاته وتطلعاته من هم في مثل عمره، فهو يقف أمام جناح شركة “براداس” لكتب الأطفال والوسائل التعليمية المتخصصة في بيع مسارح العرائس، متأملا المسرح، ويريد شرائه بكل إصرار. وعند سؤاله عن مدى اهتمامه بالمسرح الصغير الذي هو عبارة عن صندوق خشبي ويقوم الممثل بتحريك الدمى بيديه عن طريق الأصابع، أوضح الطفل ناصر بأن طموحه ليس شراء لعبة لمجرد اقتنائها واللعب بها، لكنه يحب تأليف القصص المضحكة للأطفال الصغار والتي يهدف من خلالها إلى إدخال البهجة والمرح على قلوب الأطفال. ويضيف: “كنت في صغري أحب هذه اللعبة وأمثلها أمام الطلاب بالمدرسة ولقيت تشجيع من أسرتي ومن المعلمين بالمدرسة”. وقال: “إنه يريد أن يستغل هذا المشروع كمشروع تجاري حيث سيقوم بتوزيع أوراق ومنشورات كدعاية له”. وأوضح أن لديه طموح في ابتكار شخصيات كرتونية جديدة. من ناحية أخرى أكد المسئول عن الشركة محمود خليل بأن مسرح العرائس يحظى بإقبال كبير من الأطفال خلال أيام المعرض، من خلال تقديمه عروض تعني بتقويم سلوكيات الأطفال.