في إجراء يعد الأول من نوعه، تلقى آلاف الطلبة والطالبات أكثر من 140 سؤالا، بمشاعر متنوعة بين الدهشة والغرابة بعد أن اتضح أنها لا تتعلق بما يدرسونه في المناهج، وإنما تستهدف تقييم المعلمين والمدرسة ضمن ما أطلقت عليه وزارة التربية والتعليم مشروع التقويم الذاتي لرصد الواقع الميداني للمدارس، والوصول إلى رؤية تطويرية واضحة لأدائها. وعلمت "الوطن" أن وزارة التربية والتعليم وجهت تعميما لإدارات التعليم في مختلف المناطق، يطلب إشراك 30% من طلاب مدارسها في المشروع. وينص التعميم على صياغة أسئلة محددة، يتم توجيهها لطلاب المدارس، تتناول كل ما يخص الطالب، ويتم التعامل معه من بيئة مدرسية أو معلمين أو مناهج. وسألت الوزارة طلابها: هل تنتظرون العام الدراسي بفارغ الصبر؟ وهل تمنحكم المدرسة الحرية الكافية ؟ وهل يحرص المعلمون على مشاعركم؟ وهل يساعدكم جو المدرسة على التحصيل؟ وهل يتعامل المعلمون معكم بود واحترام؟. كما خصص الجزء الأكبر من الأسئلة وهو ما يصل إلى 50 سؤالا، لاستطلاع آراء الطلاب في معلميهم، ومدى تشجيع المعلمين لطلابهم وحرصهم على التوجيه والتضحية بالوقت من أجلهم، ومدى تجنب المعلمين للعقاب وإعطائهم مزيدا من الفرص للحوار. من جهته، أكد عضو مجلس الشورى في اللجنة التعليمية الدكتور سالم القحطاني في تصريح ل "الوطن"، أن تقويم الطالب للمعلم وللمؤسسة التعليمية خطوة إيجابية رغم تأخرها، موضحاً أن الميدان التعليمي يحتاج لمثل هذه المكاشفات والاستبيانات للنهوض به وتطويره ولحاجته الملحة للتطوير، داعياً إلى تعميم هذه الخطوة على طلاب وطالبات جميع المراحل الدراسية، وبالأخص طلاب وطالبات وزارة التعليم العالي. وأشار إلى أنها كانت هناك محاولات واجتهادات فردية سابقة من أفراد في مؤسسات تعليمية بهدف رفع مستواها التعليمي. وعلق القحطاني على طول الأسئلة كونها تجاوزت المئة سؤال، مؤكدا أنها تحتاج إلى وقت وصبر، مقترحاً ترسيخ الأسئلة على الموقع الإلكتروني وفتح مجال الدخول للإجابة عن الاستبيان، تحقيقاً لهدف الوزارة المرجو من المشروع. وأشار القحطاني، إلى وجوب الالتفات لصوت الطالب وماسيطالب به في الاستبيان، فضلاً عن أهمية تحليل الردود ومراعاة الأهداف التي بنيت عليها الأسئلة والاستفادة منها، وإسقاطها على عدد من الأنظمة والقوانين التي تخص الطالب، كونه اللبنة الأساس في تحريك العجلة التعليمية، وأهم السبل التي ستساعد على تنوير الناحية التعليمية في المملكة.