سجلت فايزة عبدالمطلب اسمها في قائمة الانتظار لتتمكن من تنمية مهاراتها في رياضة الغوص، التي تنظم في استراحات خاصة أو مزارع عائلية على يد مدربات سعوديات. في الوقت الذي تدفع غادة الصيرفي لأحد المراكز المتخصصة نحو 3 آلاف ريال سنوياً لتحصل على خصوصيتها عند ممارستها رياضة الغوص. فايزة وغادة وأخريات طالبن بتوفير مراكز لتدريب الغوص خاصة بالنساء وتخصيص شواطئ مفتوحة لممارستهن رياضتهن المفضلة، وهو ما يعزز الإقبال الكبير من الفتيات للاشتراك في مراكز تعليم السباحة والغوص في جدة، على يد مدربات سعوديات معظمهن تلقين دروس الغوص خارج المملكة، رغم اختلاف آراء المجتمع في تعلم الفتاة السباحة بحجة عدم وجود أماكن مخصصة لهن لممارسة هذه الهواية التي يعشقها الكثير من الفتيات. رخصة دولية في جدة شهد مركز للغوص والسباحة إقبال العديد من المبتعثات اللاتي عدن من الدراسة للاستمتاع بممارسة هوايتهن، لتنمية مهاراتهن في إتقان فن إشارات التخاطب داخل المياه أثناء الغوص، واكتساب خبرة تركيب المعدات الخاصة بالسباحة. تقول غادة الصيرفي –حاصلة على درجة الماجستير من الولاياتالمتحدة الأميركية- "لدي رغبة مسبقة في الدخول لعالم البحار والتعرف على أسراره عن طريق تعلم أصول الغوص والسباحة"، وتضيف "تلقيت فصولا دراسية نظرية على أيدي مدربات أميركيات وجدت فيهن القدرة على إيصال المعلومة للمتدربات بكل شفافية، فالحرص الذي كنت أشاهده في المدربة على تعليمي التدريبات المتقدمة حتى أصبحت قادرة على الغوص والسباحة مسافات طويلة وإلى أعماق بعيدة في قاع البحر دون خوف من الغرق، شجعني على التواصل وإتقان الغوص والحصول على رخصة دولية". وتضيف الصيرفي "بعد عودتي للمملكة بحثت عن الخصوصية في ممارسة هذه الهواية لاكتساب مهارات جديدة في الغوص، لكن لم أجد سوى مركز واحد في جدة، مما دفعني لأكون إحدى المشتركات به ولكن لم يكن في الحسبان أن ممارسة السباحة تقتصر على النوادي التي تفرض اشتراكا سنويا يتجاوز 3 آلاف ريال"، مبدية تذمرها من عدم وجود نواد رياضية خاصة بالنساء بقولها "الفتيات يفتقرن إلى وجود نواد نسائية تضم في جنابتها كافة الأجهزة الرياضية والمسابح التي تشعر الفتاة بالخصوصية واحترام العُرف بالمجان، إلى جانب عدم تخصيص شواطئ للسيدات تمكنهن من ممارسة هذه الهواية"، مشيرة إلى أن المبتعثات شهدن الفرق في الخارج من خلال مسيرة دراستهن حيث الاهتمام بوضع نواد مجانية للسيدات لتعلم السباحة والغوص ومراكز تدريب على أسس فنية وإمكانيات عالية من التجهيز والتدريب، وأضافت "أكثر الأمور التي لفتت الانتباه في كافة الدول، أن رياضة الغوص والسباحة لا تقتصر على الرجال فهي مجال مفتوح لكافة الأجناس". متعة حقيقية من جانبها، بينت فايزة عبدالمطلب -مبتعثة سابقة لأستراليا- أنها أحصت نحو 20 مركزاً لتدريب السباحة والغوص في مدينة واحدة في أستراليا، كاشفة عن بدايتها في تلقي دروس الغوص، قائلة "تلقيت تعليم الغوص في ولاية كوينزلاند -بوابة أستراليا- على يد مدربات في مراكز متخصصة وتمكنت من ممارسة هوايتي على شواطئ مخصصة لذلك"، فيما أبدت استغرابها من عدم وجود مراكز متخصصة في المملكة، بقولها "بعد عودتي إلى المملكة فوجئت بندرة مراكز التدريب وعدم وجود أماكن تحفظ خصوصية المرأة"، مؤكدة أن قلة مراكز تدريب الغوص والسباحة الخاصة للفتيات دفعتهن إلى تعلم هذه الهواية عن طريق استئجار الاستراحات الخاصة والمزارع العائلية ثم إحضار مدربات سعوديات لتعليمهن أساسيات في الغوص، موضحة أن عدم وجود مركز لتعلم السباحة في جدة يضع الفتيات في قوائم الانتظار حتى يتم الانتهاء من الدفعة الأولى مما يشعرهن بالضيق. وطالبت عبدالمطلب بتخصيص شواطئ نسائية مخصصة تمكنهن من ممارسة السباحة والغوص مع الحفاظ على خصوصياتهن. بحث مضن مدربة الغوص سمر الفالح تقول في حديثها إلى "الوطن": تلقيت دروسا مكثفة في تعلم السباحة والغوص ومعرفة كيفية استخدام أدوات السباحة أثناء زيارتي للكويت. وتضيف "وعندما بحثت في جدة عن مركز متخصص لممارسة رياضة الغوص والسباحة لم أجد إلا مركزا واحدا والزحام شديد عليه، كما أن السباحة في الشواطئ المفتوحة صعبة لعدم وجود شواطئ مخصصة للسيدات". فك الحكر في الوقت الذي تحلم فيه المبتعثه بكلية الطب بجامعة أريزونا في الولاياتالمتحدة الأميركية هناء الموسى بفك الحكر المفروض على تعليم الغوص على النوادي الرياضية التي تمارس بيروقراطية رفع أسعار اشتراكاتها السنوية والشهرية في المملكة، وقالت "سأحرص عند عودتي إلى المملكة على تلقي المزيد من التدريبات في الغوص للحصول على رخص أخرى مبدية استغرابها من ندرة مراكز التدريب على الغوص الخاصة بالسيدات في المدن الساحلية بالمملكة". وعن تجربتها في الغوص قالت "تعلمت السباحة والغوص في ميامي حتى أصبحت مدربة لزميلاتي المبتعثات في الولاياتالمتحدة،" وأضافت "وفي ميامي المعروفة باسم (عاصمة الحطام) شهدت غرق أشهر سفينتين أميركيتين، متعة خاصة عند الغوص حيث يشاهد في قاع البحر العديد من حطام السفن المختلفة، وفي أول تجربة غوص لي وصلت إلى 35 قدما في قاع البحر". بون شاسع من جانبها، قالت متدربة في أحد مراكز الغوص بجدة فاتن أحمد إن المركز يقدم دروسا في الغوص والسباحة ولكن هناك اختلاف شاسع بين المراكز خارج المملكة وبين المراكز داخلها، مبينة "الفرق يكمن في المدربات المتمرسات وطريقة إيصالهن للمعلومة، فيما طبيعة مكان التدريب تعد عائقاً كبيراً، حيث إننا الآن نتدرب في مسبح واحد يشعرنا بعدم القدرة على تقديم الأفضل". وأضافت "أن معظم المتدربات لديهن رخص من الخارج لكنهن يواجهن صعوبة في عدم وجود شواطئ مخصصة لهن لممارسة عملية التدريب والسباحة والغوص بطرق أكثر حرية". فيما ترى هيفاء عبدالخير مبتعثة إلى فرنسا أن أفضل أماكن لممارسة السباحة والغوص في المنتجعات المطلة على البحر، وتقول "في فترة إجازتي لزيارة أسرتي بجدة، أشتاق لممارسة السباحة والغوص حيث في فرنسا أمارس هذه الهواية نهاية الأسبوع، وفي فترة تواجدي بجدة نتفق مع صديقاتي المبتعثات ونتجمع في أحد المنتجعات الشاطئية لممارسة السباحة والغوص"، مشيرة إلى أنها وجدت أن المبتعثات اللاتي تدربن في الخارج يتقن السباحة والغوص أفضل من المتدربات داخل المراكز التدريبية. وأكدت أن توفير مراكز نسائية لتدريب النساء على الغوص يحتاج لوجود كوادر مدربة، وأضافت "لا بد من الاستفادة من المبتعثات اللاتي تعلمن أصول فن السباحة على أيدي خبيرات ومدربات أجنبيات خلال فترة دراستهن في الخارج". وطالبت عبدالخير بأهمية وضع مشروع حيوي على الشواطئ، يراعى فيه استقطاع جزء من الشاطئ وتخصيصه للسيدات لممارسة رياضة الغوص والسباحة ولا بد أن يكون هذا الموقع مختارا بإتقان ومطل على البحر، مؤكدة أن السيدات السعوديات بحاجة ماسة إلى شواطئ تحافظ على خصوصياتهن وتراعي فيها متطلباتهن ليتمكن من تعلم فنون السباحة والغوص كمثيلاتهن في الخارج، مستغربة من عدم تخصيص مكان للنساء في مشروع كورنيش جدة التطويري. رخصة معتمدة من جهته يرى مدرب الغوص أحمد عبدالرزاق أن دخول السيدات السعوديات إلى مجال السباحة والغوص من الرياضات التي تكسبهن تمارين رياضية تكون الفتيات بحاجة لها، لكنه استدرك "لا زالت المدن في المملكة وخاصة الساحلية تفتقر لوجود مراكز متخصصة لتدريب وتعليم الغوص للسيدات، وأكثر المتدربات في رياضة الغوص تعلمن ذلك خارج المملكة. وأشار عبدالرزاق إلى أن مراكز التدريب في المملكة على الرغم من قلتها إلا أنها تعطي المتدربة رخصة يعترف بها في دول معينة تستطيع من خلالها ممارسة الغوص، مشيرا إلى أن نتائج الامتحانات التي تجريها الفتاة في مركز الغوص في جدة، ترفع إلى منظمة عالمية وتمر بالعديد من المراحل حتى تتم الموافقة عليها، بينما هناك رخص تحصل عليها الفتيات المتدربات من مراكز غير معترف بها في مناطق المملكة.