استؤنفت محاكمة منفذي الانقلاب العسكري بتركيا في 1980، أمام محكمة جنايات في أنقرة أمس، لكن المتهمين الطاعنين في السن، تغيبا مرة جديدة عن الجلسة بداعي المرض. ولم يحضر الجلسة الجنرالان السابقان كنعان إيفرين (94 عاما) قائد الانقلاب والرئيس السابق للجمهورية، وتحسين شاهينكايا (86 عاما) قائد سلاح الطيران في تلك الفترة. وبدأت محاكمتهما التاريخية في غيابهما في الرابع من أبريل الماضي، وقد يحكم عليهما بالسجن مدى الحياة. وحالتهما فريدة في تركيا حيث لم يحاكم أي مسؤول عن انقلاب. يذكر أن الجيش قام بثلاثة انقلابات منذ 1960 وأبعد حكومة نجم الدين أربكان الإسلامية عام 1997 عن الحكم. وأعدم خمسين شخصا وأوقف 600 ألف آخرين وقضى عشرات تحت التعذيب واعتبر آخرون مفقودين بعد الانقلاب. وتندرج المحاكمة في إطار صراع على السلطة بين الجيش وحزب العدالة والتنمية الذي يسعى منذ سنوات الى الحد من النفوذ السياسي للجيش في الوقت الذي تتهمه فيه المعارضة العلمانية بالرغبة في أسلمة المجتمع التركي. وذكر تقرير أمس أن التحقيقات الأخيرة مع العسكريين أدت إلى القبض على حوالي 19% من جنرالات الجيش. وأضاف التقرير أن 68 جنرالا بالقوات المسلحة التركية يقبعون في السجن أي ما يعادل 19% من جنرالات الجيش. وأشار إلى سجن ستة جنرالات في الخدمة وخمسة متقاعدين أول من أمس في إطار أحدث موجة من التحقيقات فيما يعرف باسم "انقلاب ما بعد الحداثة" في 28 فبراير 1997. وهناك 39 ضابطا في الخدمة ومتقاعدا بينهم اثنان من رؤساء الأركان السابقين للجيش التركي موجودون في السجن حاليا في انتظار محاكمتهم عقب قيام الشرطة بثلاث حملات سابقة لاعتقال المتورطين في الانقلاب.