أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، في خطبة الجمعة أمس، أن في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آيات وعبرا، تبين أن المؤمنين الموصولة قلوبهم بالله، الندية أرواحهم بروحه، لا ييأسون من روح الله ولو أحاط بهم الكرب واشتد بهم الضيق. فيما حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير، من الفتنة بين المسلمين، وقال إن أهل الإسلام تجمعهم الأخوة الإسلامية وعلاقات النسب والمصاهرة، لكن الشيطان يبغي التحريش والوقيعة ويذكي نار الفرقة والقطيعة ويثير نزعات الحروب ويبث أحقاد الأعداء يسعى إلى التفريق بين القرابة والأحبة مستدلاً بالحديث الذي رواه جابر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم". وزاد بقوله" وعدو الأمة يروم المكيدة وينصب الشرك ويسعى إلى نشر الضغائن والمحن والعداوات بين البلاد المسلمة والشعوب المؤمنة". وأضاف أن أوطاننا لن تكون آمنة ولن تكون أحوالنا منتظمة إلا باجتماعنا والتحامنا امتثالاً لقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، مشيرا إلى ما تتداوله وسائل الإعلام من مقابلات وحوارات ملؤها السباب والتحريض والتشويه والافتراء والازدراء والاعتداء، وقال كم قرأنا من مقالات وكتابات وردود تعمق الفرقة وتبدد الشمل وتفرق الجمع وتباعد بين القلوب ولا تحقق مصلحة ولا إصلاحا، وكم شاهدنا في المجالس والمنتديات والقنوات من مواجهات وصراعات وسجالات وإثارة للعصبيات العرقية والقبلية والحزبية، مصالح شخصية وتحزبات مقيتة وأصوات تشترى وقنوات مأجورة لا تكف عن أساليب الإثارة والتهييج وإلهاب مشاعر البسطاء، داعيا هؤلاء إلى تقوى الله والكف عن تلك الممارسات المقبوحة والأساليب المفضوحة والولاءات الشخصية المقيتة التي جاء في الشرع ذمها وبان في العقل سخفها وثبت في الواقع خطرها وضررها.