عندما يكذب الرجال يظهر نقصهم ويعدون في صفوف السفهاء.. وقد تكذب الأنثى لضعفها وهذا ليس مبررا لها ولكن أن يكذب الرجل فعندها تنتفي لديه صفة الرجولة بل قد يكون إما جبانا أو خبيثا وهذه أسوأ الصفات وأحقرها. وقد يعدل بعض الرجال عن الكذب عند مناصحته، ولكن البعض الآخر يحتاجون في التعامل معهم إلى الشدة والحزم، وذلك لأن عواقب الكذب وخيمة، تؤدي إلى انتشار الفساد وتفكك المجتمع وفقدان الخير والمروءة بين الناس، وهذه العواقب كفيلة بأن يكون المتمادي في كذبه من أصحاب سوء المصير في دنياه وآخرته. هناك حالات تسمى فيها الكذبة بالبيضاء، يكون الغرض منها الإصلاح بين المتخاصمين أو الكذب على الزوجة تفاديا لحصول مشكلة تحطم حياة أسرة بأكملها، ولكن تكرار مثل هذا النوع من الكذب مصيره الفشل، مما يعني أنه لا توجد كذبة بيضاء أو وردية بل التمادي في استخدامها يؤدي في النهاية إلى طريق مظلم لا أحلام فيها. وعلى النقيض فالصدق أجمل الحلي، وهو لسان الأنبياء والصالحين والشهداء والشرفاء، وفيه من الراحة النفسية ما لا توصف حلاوته، اطمئنان تجده في قلبك ومنفعة لك ولمن حولك ولمجتمعك ودولتك ونهضتها وتقدمها، بينما يستمر بعض الرجال في الكذب لأنهم جبناء خبثاء انهزاميون جشعون، ليس لهم مكان بيننا، في عالم أضحى يعي ويميز بسهولة الصادق من الكاذب دون الحاجة إلى أجهزة كشف الكذب.