تترقب الأوساط الاقتصادية في المملكة اليوم الإعلان عن إستراتيجية منظومة الطاقة المتجددة، والتي ستكشفها مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة أثناء فعاليات المنتدى السعودي الرابع للطاقة الشمسية الذي يعقد في الرياض اليوم، وسط مشاركة أكثر من 10 شركات عالمية رائدة في تقنيات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية. وفي الوقت الذي سيشهد فيه المنتدى عرضاً لعناصر منظومة الطاقة المتجددة من حيث كمية الإنتاج وسعة محطات الكهرباء المزمع إنشاؤها، إضافة إلى استعراض ميكانيكية طريقة دعم هذه المحطات ومشاركة القطاع الخاص فيها، كشف رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى الدكتور ماهر العودان ل"الوطن"، أن إستراتيجية منظومة الطاقة المتجددة تستهدف تخصيص 80% من القيم المضافة لصناعة الطاقة الشمسية للإنتاج المحلي. وأكد العودان ل"الوطن"، أن المدينة تسعى من خلال منظومة الطاقة المتجددة، لخلق قطاع اقتصادي متكامل في الطاقة الشمسية، من خلال مشاريع متعددة، الأمر الذي دفع المدينة لوضع دراسات متمكنة ودراسات تفصيلية لتمكين المملكة من خلق هذا القطاع، مبيناً أن المدينة استغرقت وقتاً لإجراء الدراسات الإستراتيجية التي وصلت لمرحلة الإعلان بالتزامن مع المنتدى السعودي الرابع للطاقة الشمسية، حيث سيتم تطبيقها بعد الموافقة عليها. وأوضح أن دراسات الإستراتيجية أخذت في الاعتبار تقديم التسهيلات اللازمة للمستثمر سواء المحلي أو الأجنبي، مبيناً أنها تتميز بالوضوح والشفافية، في حين أن عملية تطوير الإستراتيجية لن تقف عند إعدادها وإقرارها، بل ستمتد إلى ما بعد تطبيقها، في وقت تنتظر فيه الشركات الإعلان عن هذه الإستراتيجية. وقال العودان إن تقنيات الطاقة الشمسية ستجعل من صناعة الطاقة الشمسية منافساً للنفط في توليد الكهرباء، مبيناً أن التوجه لصناعة الطاقة الشمسية توجه اقتصادي حكومي من شأنه إيجاد قطاع اقتصادي متكامل في الطاقة المتجددة وتوفير استهلاك الوقود وإطالة عمر النفط، مشيراً في ذات الوقت إلى أن هذا التوجه يتطلب تضافر الجهود من جميع أجهزة الدولة المعنية. ولفت العودان إلى أن فعاليات المنتدى التي تنطلق غداً وتستمر لمدة يومين سيقدم خلالها عدد من أوراق العمل حول مستقبل الطاقة الشمسية يشارك فيها نخبة من المتحدثين عبر جلسات علمية، مبيناً أنها ستتضمن شرحاً لعناصر إستراتيجية المملكة حول توجهها نحو الطاقة الشمسية، وعرضا لأكثر من عشر شركات. وقال رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى إنه سيقام على هامش المنتدى ورش عمل متخصصة في تصميم واقتصادات محطات الطاقة الشمسية الحرارية تستهدف المختصين في القطاعين العام والخاص. يذكر أن المنتدى السعودي الرابع للطاقة الشمسية، الذي يأتي برعاية الهيئة الملكية للجبيل وينبع، سيتطرق إلى المقومات الأساسية والتي يمكن من خلالها الاستفادة من قدرات القطاع الخاص، بل وتطويرها بما يساهم في قيام كيان اقتصادي متكامل ومستدام بالمملكة، في وقت تمتلك فيه المملكة أهم مقومات الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية، فبالإضافة لمتوسط الإشعاع الشمسي الساقط في المملكة، فإن نمط الاستهلاك للطاقة في مجمله متناسق مع درجات الحرارة مما يجعل الطاقة الشمسية ملائمة لإنتاج الأحمال الإضافية. كما أن توفير الطاقة من مصادر بديلة، ومنها الشمسية، يُمكن المملكة من استغلال الموارد الهيدروكربونية بشكل اقتصادي وصناعي أكثر جدوى، وذلك من خلال التصدير أو الصناعة أو من خلال توفيره لاستخدامات الأجيال القادمة.