صراع دائم ومستمر يواجهه مزارعو النخيل للعام الثاني على التوالي بإحدى كبريات محافظات المملكة إنتاجاً للثروة الزراعية بمحافظة السليل، أحد أبطال هذا الصراع هو "دودة البلح" التي تمكنت بسرعة انتشارها من الفتك بكميات كبيرة من النخيل بالسليل في ظل تواضع الإمكانيات التقنية والفنية لدى فرع وزارة الزراعة بالمحافظة. الشح الكامل في المبيدات والأدوية والتجهيزات والمعدات والآليات والفنيين مكن "دودة البلح" والديدان والحشرات الأخرى المضرة بالمزروعات من الاستفحال والانتشار بشكل كبير بل وملاحظ مما جعل المزارعين يقفون عاجزين عن تحقيق تقدم حيال هذا الأمر الذي تجاوز كل إمكانياتهم المحدودة رغم مكافحتهم لهذه الآفة بوسائلهم البسيطة والمحدودة رغبة منهم في أن تبقى هذه النخلة. "الوطن" رصدت ذلك ميدانيآ من خلال جولة في عدد من مزارع النخيل بمحافظة السليل؛ حيث أكد أصحاب وملاك هذه المزارع مدى ما يعانونه من آفاتٍ قد لا تحمد عقباها إذا لم تتوافر الحلول السريعة من الجهات ذات العلاقة. وأوضح المواطن مرزوق مبارك عامر الدوسري أن الحشرات الضارة والديدان المهلكة للمنتجات الزراعية ومنها " دودة البلح " أحدثت انطباعا عكسيا لدى شريحة كبيرة من المزارعين بمحافظة السليل وذلك نتيجة طبيعية للخسائر الجسيمة التي يتكبدونها للعام الثاني على التوالي بسبب الانتشار الكبير " لدودة البلح " التي غالباً ما تلحق بمحاصيلهم الزراعية خسائر جسيمة جراء الانتشار والتكاثر الكبير لها. وبين أن هذه الدودة انتشرت انتشاراً غير مسبوق لدى عدد من المزارع بالسليل وذلك في ظل الشح الكبير بل واللافت للنظر لمكافحتها والقضاء عليها خاصة من قبل قسم المكافحة بمكتب الزراعة بالمحافظة الذي يشهد إمكانيات تقنية وفنية ضعيفة مع شح في الأدوية والمبيدات والتجهيزات والمعدات والآليات والفنيين لاسيما والقسم يعنى بطبيعة الحال بتقديم النصح والإرشاد والعون للمزارعين من خلال رش محاصيلهم الزراعية المختلفة للقضاء على الحشرات والديدان المختلفة والمتنوعة التي اجتاحت وتجتاح مزارع النخيل. وزاد أن الحجوزات بهذا القسم لرش المحاصيل الزراعية على اختلاف أنواعها وصلت إلى مواعيد وطوابير طويلة تجاوزت الشهر وهذا بطبيعة الحال يعطي الديدان مجالاً أرحب وأوسع للانتشار السريع من خلال التجاوز والتبييض والتفقيس وتحرير اليرقات والانتقال من مزرعة لأخرى للقضاء على المحاصيل الزراعية مما كون لدى المزارعين انطباعاً عكسياً حيث إن أموالهم ومزارعهم ومنتجاتهم تذهب أدراج الرياح بالسبب المذكور آنفاً. وحول أسباب ومسببات انتشار" دودة البلح " بصفة خاصة في المحافظة وقضائها على كميات كبيرة من النخيل، أكد الدوسري أن هناك أسباباً عديدة منها العجز التام لفرع الزراعه بالمحافظة عن تغطية المزارع الشاسعة لمحدودية إمكانياته، والطريقة الخاطئة عند نقل الفسائل المصابة للتخلص منها حيث يقوم العمال بوضعها في سيارات مكشوفة والتنقل بها عبر طرق ترابية وأخرى إسفلتية مروراً بمزارع نخيل مماثلة مما قد يعطي الحشرة واليرقات مجالاً أوسع للتطاير والانتشار. من جهة أخرى، أكد مدير فرع الزراعه بمحافظة السليل عائض عبدالله الدوسري ل "الوطن" صحة شكاوى المزراعين من ذلك واعترف بالانتشار الواسع "لدودة البلح " في مزارع السليل، مؤكدآ أنهم قاموا بإعداد جدولة لرش المزارع حسب الترتيب، وقال إن "دودة البلح " هي عبارة عن فراشة صغيرة الحجم تنتشر في مزارع النخيل، مشيرآ إلى أن فرع الزراعة بالسليل يقوم بواجبة تجاة المزراعين بحسب الإمكانيات المتوفرة لديه.