في 3 مايو، كان محمود أحمدي نجاد رئيس الدولة الوحيد في الأممالمتحدة الذي حضر مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية لعام 2010 في نيويورك. كان حضور الرئيس الإيراني في المؤتمر مفاجأة، فقد كان الحضور مقتصرا على وزراء الخارجية، وكان يفترض أن يرأس وزير الخارجية الإيراني، وفد بلاده. جذب حضور الرئيس نجاد في المؤتمر انتباه أجهزة الإعلام، وزاد من مستوى تغطية الحدث. كان التوقع العام أن يستغل الرئيس الإيراني رحلته إلى نيويورك كفرصة لمحاولة كسب تأييد أعضاء مجلس الأمن ضد جولة جديدة من العقوبات، أو أن يستمر في خطابه النمطي ضد إسرائيل والصهيونية، لكن الرئيس الإيراني في خطابه أول من أمس لم يتطرق إلى ، أو يحتج ضد ، النقاش الحالي حول فرض عقوبات اقتصادية أكثر شدة على إيران، كما أنه تحدث باختصار فقط عن إسرائيل. لذلك يجب أن يطرح السؤال: لماذا تكلّف الرئيس الإيراني مشقة حضور هذا المؤتمر ذي التمثيل المنخفض؟ الشعب الإيراني يعيش يوميا في ظل الجولة الجديدة للعقوبات الاقتصادية، لكن ما هو قلق بشأنه أكثر هو احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين إيرانوالولاياتالمتحدة ، وهو خيار حافظت واشنطن عليه بثبات على الطاولة. بيان الحرس الثوري حول قدرته على الدفاع عن منشآت إيران النووية تعبير واضح عن قلق النظام الكبير. الخطر الحقيقي على بقاء الجمهورية هو الحرب. الحرب الجديدة ضد إيران لن تكون بأي شكل مثل غزو العراق للبلد عام 1980، والذي وحّد الشعب الإيراني في دفاعه ضد نظام صدام حسين البعثي. حكومة نجاد والشرعية المتناقصة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي جعلتا الجمهورية الإيرانية الإسلامية تحظى بتأييد غير حقيقي من الشعب الإيراني. إن أي مواجهة عسكرية محتملة مع أي قوة غربية قد تعني نهاية قيادة إيران الإسلامية. العقوبات لا تزعج النخبة الدينية في إيران. وسيلة الضغط الحقيقية الوحيدة على إيران هي في إبقاء الملف الإيراني قيد الدراسة في مجلس الأمن، مع أن العقوبات التي تستهدف إيرادات النفط والغاز الإيراني كانت فعالة، فإن تأثيرها سهّل بشكل غير مباشر توسيع قوة الحرس الثوري في شتى أرجاء إيران، مما سمح للحرس الثوري بالتدخل في كل شيء، من الواردات والصادرات وصولا إلى توفير الأمن الداخلي وسحق المظاهرات. العقوبات لن تؤثر على الحرس الثوري بشكل كبير. ولكن إذا ورد في قرار جديد من مجلس الأمن أن البرنامج النووي الإيراني يعتبر ضد السلام والاستقرار العالميين، فإن الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة يمكن أن يطبق على إيران، وبذلك يسمح لاحتمال القيام بعمل عسكري ضد الجمهورية الإيرانية. في خطابه يوم الاثنين، لم يذكر أحمدي نجاد ولا مرة الجولة الجديدة من العقوبات التي تناقش الآن في مجلس الأمن، كما أنه امتنع أيضا عن استخدام خطابه العدائي الشهير ضد القوى الدولية.الرئيس نجاد بدأ خطابه في الأممالمتحدة بالتأكيد على أن "إيران عضو في اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية،" وأنهى الخطاب بالإشارة إلى أحد أشهر شعراء إيران. إن ما يقلق الرئيس نجاد والساسة الإيرانيين هي التهديدات المتكررة التي توجهها الولاياتالمتحدة بإمكانية حدوث مواجهة عسكرية. لا أحد في الشرق الأوسط يريد أن يشهد حربا أخرى في هذه المنطقة الهامة، خاصة بين إيرانوالولاياتالمتحدة. معظم جيران إيران يدعمون الحوار والدبلوماسية مع إيران لحل الخلافات حول برنامجها النووي المثير للجدل. يبدو أن هدف الرئيس الإيراني هو منع تطبيق عقوبات جديدة وإنهاء احتمال غزو أجنبي من خلال مشاركة جيران إيران في عملية المفاوضات، لأن الازدهار الاقتصادي للدول المجاورة يتشابك في النهاية مع الازدهار الاقتصادي في إيران. تأكيدات الرئيس أحمدي نجاد المتكررة يوم الاثنين بأن الولاياتالمتحدة تهدد إيران تعكس مخاوف النظام الإيراني بأن هناك احتمالا حقيقيا للحرب ، وقد أصبح من الواضح أن إيران لا تريد مواجهة عسكرية.