أكد رئيس قسم علم النفس بجامعة طيبة وكيل كلية التربية للدراسات العليا، الدكتور نايف بن محمد الحربي، أن نسبة الطلاق في مكةالمكرمة الأعلى بين مناطق المملكة. وقال خلال محاضرته أول من أمس بعنوان "التفكك الأسري وأثره على شخصية الأبناء ومشكلاتهم السلوكية والأسرية" ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب ال29 بالجامعة الإسلامية، إنه من الغريب أن انعكاس الجانب الديني والروحاني الذي اختصت به المدينتان المقدستان على سكانها لم يكن حاضراً، واحتفظتا بنصيب الأسد في حالات الطلاق والتفكك الأسري. وتجاوزت نسب الطلاق فيهما نظيرتها في المدن الكبرى الأخرى مثل العاصمة الرياض ومحافظة جدة. ووفقاً لإحصائية وزارة العدل لحالات الطلاق للعام الهجري 1432 فقد جاءت مكةالمكرمة في المقدمة بنسبة 34.7% والمنطقة الشرقية 27.7 % والمدينةالمنورة 18% ومنطقة القصيم حصلت على 13.3% وجاءت الرياض بنسبة 6.3%. وأضاف أنه بالنظر لما أعلنته وزارة العدل لنسبة الطلاق من العام الهجري الحالي 1433 فإن المدينةالمنورةومكةالمكرمة تجاوزتا غيرهما من المناطق في التفكك الأسري. ويرى الحربي أن الطلاق بشكل عام يزداد في فترة الضغوط الاقتصادية والتي حددها من شهر رجب إلى آخر العام (شهر 7 - 12) وهي فترة الإجازات والمناسبات التي تزيد معها متطلبات الأسرة وسفرياتها، ويظهر التباين الاجتماعي لمستوى المعيشة للسكان من خلال المناسبات ومكان قضاء الإجازة. وقال أثبتت الدراسات أنها فترة زمنية تواجه فيها الأسر ضغوطا اقتصادية تزيد معها الخلافات المؤدية للتفكك الأسري والطلاق. كما اتهم الحربي مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية بغياب أفراد الأسرة النفسي، بحيث يجتمعون في المنزل الواحد بأجسادهم دون أفكارهم ومشاركاتهم التي منحوها لأشخاص خارج نطاق منازلهم الصغيرة، وهو حال الكثيرين الذين أكملوا نقص غيابهم عن المنازل ومشاركتهم أسرهم بالتواصل الإلكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والواتس اب، ليعيش كل واحد منهم في عالم افتراضي خاص به. وأشار الدكتور الحربي إلى المشكلات النفسية للتفكك الأسري كالإحباط والمشكلات الانفعالية، وشرح خصائص المشكلات السلوكية والانفعالية، مثل تكرار ظهور السلوك المنحرف وتدخله في إعاقة نمو الطفل والمراهق وتدخله في الحد من كفاءة الطفل. كما عرض الأنماط الرئيسة للتفكك الأسري، كعدم اكتمال الوحدة الأسرية والانفصال والطلاق والكوارث الداخلية والغياب غير المتعمد لأحد الزوجين والتمرد عند المراهق وأسرة القوقعة الفارغة وغيرها. وفي أثر التفكك الأسري على الأبناء ذكر الحربي عدداً من التأثيرات، منها الانفعال وعدم النضج الاجتماعي وعدم القدرة على ضبط الذات وعدم القدرة على التغلب على المشكلات وتحمل المسؤولية وعدم ملاءمة سلوك الطفل مع عمره، وتكوين مفهوم الذات السلبي للطفل والتكيف مع بيئات مختلفة عن الأسرة والخوف والقلق النفسي وعدم نشأة الطفل نشأة طبيعية، فيصبح عدوانياً، وكثرة المشاجرات وتعرضه للاضطراب وغيره.