الذهاب إلى طبيب الأسنان عمل روتيني وضروري إذا أردنا الإبقاء على أسناننا، ولكن هناك فوائد أخرى واسعة النطاق تتعدى ذلك، فقد كشف الخبراء عن العلاقة بين أمراض اللثة وعشرات الأنواع الأخرى من الأمراض التي تؤثر على 50% من الناس، فقد تبين أن الفحوصات العادية وتنظيف الأسنان والحفاظ على صحة الفم يمكن أن تطيل العمر وتساعد على التشخيص المبكر لأمراض اللثة وعلاجها والوقاية من العديد من الأمراض المتصلة بها والتي تتفاوت بين فقر الدم ومشاكل القلب. كما كشفت الدراسات أيضاً أن علاج الأسنان يمكن أن يؤدي إلى تحسن حالات مرضية أخرى في الجسم. يقول المستشار العلمي في جمعية أطباء الأسنان البريطانيين البرفسور دامين وامسلي "إن الخبر السار هو أن معظم حالات أمراض اللثة يمكن علاجها والأهم من ذلك، أنه يمكن الوقاية منها". تبدأ أمراض اللثة عادة مع تراكم المادة الجيرية التي تكون مكونة من بقايا الطعام والبكتيريا والتي تؤدي إلى التهاب ونزيف في اللثة، وقد أظهرت الأبحاث في جامعة نيويورك أن معالجة أمراض اللثة وتورمها عن طريق تنظيف جذور الأسنان في عمق اللثة واستخدام المضادات الحيوية يؤدي بشكل كبير إلى خفض مستويات بروتين "سي" التفاعلي الذي يلعب دوراً في تجلط الدم ويرتبط بخطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أظهرت دراسة أجريت في مستشفى سيدني للأسنان، عندما قام أطباء بإزالة أسنان من نحو 70 مريضاً يعانون من حالات متقدمة من أمراض اللثة، فوجدوا انخفاضاً كبيراً في العلاقات المصاحبة بخطر الإصابة بأمراض القلب من جراء ذلك، وبحسب النظرية المصاحبة لذلك فإن بكتيريا اللثة تنساب في مجرى الدم وتصل إلى الأجهزة الرئيسية في الجسم وتصيبها بالعدوى. كما أن هناك اعتقادا سائدا بأن البكتيريا التي تسبب أمراض اللثة يمكن أن تزيد من حالات انسداد شرايين القلب. كما وجد الباحثون علاقة بين صحة الفم والأسنان وأمراض الانسداد الرئوي المزمن والجهاز التنفسي التي يسببها تدخين السجائر، فوفقا للأكاديمية الأميركية للثة، يمكن أن تنتقل البكتيريا عن طريق الفم والدخول إلى الرئتين وتسبب التهابات متكررة للمرضى، كما وجدت الدراسة التي أجراها المعهد الوطني الأميركي للسكري وأمراض الكلى وجود صلة بين أمراض اللثة المزمنة والوفيات لدى مرضى السكري بسبب زيادة تردي التهابات اللثة مع ارتفاع نسبة السكر في الدم. وتشير سجلات رسمية أيضاً إلى أن الولادة المبكرة وأعلى معدلات ولادة من الأطفال الخدج غير مكتملي النمو هي بين النساء اللاتي يعانين من أمراض اللثة. حيث أظهرت البحوث في جامعة ألاباما أن التهابات اللثة تؤدي إلى زيادة سنوية في مستويات البروستاجلاندين وغيرها من المركبات التي تحفز الجسم على الولادة المبكرة. وتشير دراسات طبية محكمة كذلك إلى أن هناك علاقة متبادلة ما بين ترقق العظام وما بين صحة الأسنان، حيث إن أمراض اللثة تسبب خسارة العظام لبعض مكوناتها وخاصة في جذور الأسنان. أخيراً يقول الباحثون إن الموت المبكر قد يحدث بين الذين يعانون من أمراض اللثة الشديدة فهناك احتمال لوفاتهم قبل سن ( 64 عاما) بمعدل الضعف مقارنة بأولئك الخالين من أمراض اللثة، وذلك بحسب دراسة أجريت على الصعيد الوطني في الولاياتالمتحدة على عينة تتألف من 11000 شخص فوق سن (30 عاما). لذا ينصح أطباء الأسنان الأشخاص بالعناية بصحة أسنانهم لما لها من علاقة وثيقة بصحة بقية أجزاء الجسم لاسيما القلب.