دعا مشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي السادس "بيوفيجن الإسكندرية 2012"، تحت عنوان "العلوم الحياتية الجديدة بين العلوم والمجتمع"، الدول العربية للاستفادة من الثورة المعرفية في شتى المجالات لتحقيق التنمية المرجوة لشعوبها. وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين عن تغير أنماط المعرفة والعلم طبقا للتحولات الجارية في مجال تكنولوجيا المعلومات، مبينا أنها ستؤثر على طبيعة مضمون المعرفة وآليات تطورها، وهو ما سيؤدي إلى تغيرات جذرية في طبيعة المجتمعات على المستويات المحلية والدولية وتغير أنماط الدول ووظائفها. وأكد سراج الدين في ورقة بعنوان "الثورة المعرفية.. الأعمدة السبعة للمعرفة" أن العالم يعيش الآن ثورة معرفية هائلة، وهي الثورة الثالثة التي تلي الثورة الزراعية والثورة الصناعية. وشدد على أن الثورة المعرفية والتطورات في العلوم والتكنولوجيا والعلوم الحياتية سيكون لها بالغ الأثر على عدد كبير من القضايا التي تهم المجتمعات كالصحة والغذاء والاقتصاد، وهو ما ستتم مناقشته خلال المؤتمر. وتحدث سراج الدين عن وجود ثورة معرفية جديدة لها خصائص سبع رئيسية "أعمدة"، ولهذه الأعمدة السبعة تداعيات على كيفية تفكيرنا في عملية التعليم ومؤسساته من الابتدائية إلى ما بعد الجامعية، وكيفية تصميمنا لمؤسسات البحث العلمي؛ سواء كانت في الجامعات أو المؤسسات التابعة للدولة أو القطاع الخاص، وأخيرا وليس آخرا المؤسسات المساندة للمنظومة المعرفية المتكاملة، مثل المكتبات والأرشيفات والمتاحف. وأوضح أن الأعمدة السبعة للمعرفة هي؛ البنية والحياة والتنظيم، والصورة والنص، والإنسان والآلة، والتعقيد والفوضى، وعلوم الحاسبات والبحث العلمي، والتقارب والتداخل والتحول، ومنهجية الدراسات البينية وصياغة السياسات المناسبة. وتطرق إلى الاعتماد الكبير على الصورة، بالإضافة إلى النص، في نقل المعلومات والمعارف، والأشكال المتغيرة لأجهزة التخزين والاسترجاع التي سيتطلبها هذا الأمر، حيث ننتقل من الكتاب أو المجلة التي تعتمد على النص إلى عروض الصور الرقمية الثابتة والفيديو وكذلك الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، وكلها قابلة للعلاقة التفاعلية. وأكد أن لتلك الثورة المعرفية بعض التداعيات؛ ومنها: تداعيات الثورة المعرفية على الكتاب، وتداعيات الثورة المعرفية على مجال التعليم والتعلم، وعلى المتاحف والمكتبات والأرشيفات، والقيم الإنسانية في المستقبل. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر إلى غد وشارك في افتتاحه رئيس المنتدى العالمي لعلوم الحياة بفرنسا ديديه هوش، ومؤسس ورئيس منتدى العلوم والتكنولوجيا في اليابان وكوجي أومي، والمدير التنفيذي لأكاديمية العلوم للعالم النامي رومان مورنزي، ومحافظ الإسكندرية الدكتور أسامة الفولي، أكثر من 2050 ونحو 115 متحدثا منهم أربعة من الحائزين على جائزة نوبل. ويسعى المنتدى بحسب ديديه هوش إلى وضع أفكار وبرامج علمية تساعد على تحويل التطورات والابتكارات العلمية إلى حلول ملموسة تخدم المواطنين. وتحدث كوجي أومي عن بعض التجارب المتعلقة بالعلوم الحياتية وربطها بالمجتمع في اليابان، مشيرا إلى أن الصناعات الحيوية في اليابان تعتمد على المصادر الطبيعية، كما أن التكنولوجيا ساعدت في تنمية عدد كبير من الصناعات. من جانبه، قال رومان مورنزي إن 50% من العلماء الذين يعملون من خلال أكاديمية العلوم للعالم النامي يعملون في مجال العلوم الحياتية، مبينًا أن الأكاديمية تسعى إلى خلق برامج بحثية وفرص ومنح للعلماء لتقدم أبحاث ومعرفة تحدث فرقا إيجابيا في حياة الأشخاص في دول العالم النامي، مشيرا إلى أن الأكاديمية تعمل على خلق برامج وأنشطة علمية لمكافحة الفقر والأمراض في حوالي 81 دولة من العالم النامي.