نجح شاب سعودي في مطلع العشرين من عمره في إطلاق مشروعه الثقافي الخاص، الذي كان حلما يراوده لجذب الشباب للقراءة. بالرغم من ظروفه الاجتماعية الصعبة، استطاع طالب الأدب الإنجليزي بجامعة حائل هشام سعود الحسن التغلب على كل العوائق التي واجهته في بداية مشروعه، ومنها الدعم المالي، ورفض جهات تمويلية فكرة مشروعه بافتتاح أول مقهى وصالون ثقافي بمنطقة حائل ليكون بديلا لمقاهي الشيشة، في محل صغير لا يتجاوز 40 مترا مربعا، بناصية شارع الأديب الراحل فهد العريفي. ويحاكي مقهى هشام، المقهى الثقافي الغربي، في مضمونه وتصميمه المتواضع، وتعلو أركانه صورا لمخترعين أوروبيين، كما حرص هشام على تقديم الخدمات بنفسه لزبائن المقهى، وإعداد المشروبات. الشاب هشام سعود الحسن أوضح أن ما قاده للتفكير بهذا المشروع هو شغفه بالقراءة منذ صغره، قائلا: "قمت بشراء أول كتاب وأنا في الصف الأول متوسط، وكنت أجمع مصروفي اليومي لشراء الكتب، حتى استطعت جمع أكثر من 1200 كتاب بعناوين مختلفة". ويشير هشام إلى أنه في بدايات عمله على تحقيق الحلم، عرض الفكرة على مؤسسات تمويل ورجال أعمال، إلا أن ردهم كان "من يقرأ"؟ وخاصة كبار السن منهم الذين كادوا يحبطون عزيمته، وطالبوه بتحويل المشروع إلى مقهى تجاري عادي. وأضاف هشام: وفي ظل أجواء الإحباط التي أحاطت بي، زادت عزيمتي وأقنعت والدتي أن تدعمني من تركة خلفها والدي بعد وفاته كانت تدخرها لي نحو 60 ألف ريال، وعلى الفور زرت نماذج للمقاهي الغربية الحديثة في الدمام والرياض للاستفادة ممن سبقوني في هذا المجال. وبين هشام أنه استأجر المحل بقيمة 20 ألف ريال، واشترى آلة إعداد القهوة ب10 آلاف ريال، فضلا عن الأثاث وتجهيزات أخرى مع مصاريف دورة التحق بها في فن إعداد القهوة وتقديمها. وأكد هشام أن افتتاحه للمقهى كان يوما لا ينسى في حياته، وأضاف: "مع توافد المهتمين استطعت أن أضع اللبنة الأولى لحلمي. وحول تهكمات بعض الشباب بمشروعه، قال "إنني ألتمس العذر لهؤلاء، فالفكرة جديدة على المجتمع، وأتفهم ما قد يوحي به مشهد شاب سعودي وهو يعمل نادلا في ظل مجتمع قبلي".