بدأت أوتار قيثارة السماء تمطر الأرض بزخات شهابية حيث تبلغ ذروتها ابتداءً من منتصف ليلة السبت حتى بداية نسمات صباح غدٍ. أوضح ذلك الباحث الفلكي بقسم علم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ملهم بن محمد هندي، مشيرا إلى أن هذه الشهب تعرف ب"شهب القيثاريات" وهي تنشط سنويا ما بين 16 حتى 25 أبريل، وتكون ذروتها 22 أبريل، حيث تمر الأرض بمخلفات مذنب (تاتشر) الذي يعتقد أنه يزور الشمس كل 415 سنة. وقد وصف الصينيون في سجلاتهم "شهب القيثاريات" بنجوم تتساقط كالمطر في 687 قبل الميلاد. وتشير الأرصاد إلى كثافة منخفضة للقيثاريات ب 20 زخة شهابية في الساعة، ولكن سجل من قبل تساقط حوالي 100 زخة في الساعة. ويعتقد العلماء أن سبب الزيادة هو مرور الأرض في بعض الأحيان بما يسمى العقدة في مخلفات مذنب (تاتشر)، لذلك تزيد في بعض الأحيان وتيرتها. وتعود تسمية هذه الشهب بالقيثاريات إلى أن مصدرها يظهر في كوكبة القيثارة أو كما سماها العرب قديما المعزفة أو الصنج. وأضاف هندي أن الشهب خطيرة جداً على حياة البشر لولا أن الله سبحانه وتعالى جعل الغلاف الغازي لحماية الأرض حيث تحتك بجزيئات الهواء بسرعة 50 كيلومترا في الثانية مما يؤدي لاحتراقها قبل وصولها إلى سطح الأرض، وينتج عن هذا الاحتراق وميض لثوانٍ أو لدقائق، وسيكون السبت 29 جمادي الآخرة المقبل ثاني موعدنا مع قيثاريات السماء التي ستعزف بالضوء في السماء، ويمكن ملاحظتها من جهة الشمال الشرقي بالقرب من نجم النسر الواقع خامس ألمع نجم في السماء. وستكون هذه السنة فرصة مميزة للقيثاريات بعدم وجود القمر ليلاً في السماء، وأفضل وقت لرصدها من منتصف الليل إلى الفجر بعيدا عن التلوث الضوئي والغازي.