بعد حادثة احتراق أرشيف أمانة جدة قبل سنوات، عادت الحادثة من جديد أمس، عبر احتراق مفاجئ لأرشيف بلدية بريمان الفرعية شرق جدة، وبدأت أمانة جدة فور ورود بلاغ الحادث التحرك سريعا لبحث أسباب الاحتراق بالتعاون مع فرق الدفاع المدني التي باشرت الحادث، وأنقذت عاملي نظافة كانا في القسم. الحريق تسبب في نقل عاملي النظافة من الجنسية البنجلاديشية، وأحد رجال الدفاع المدني للمستشفى، لإصابتهم باختناق جراء كثافة أدخنة النيران التي التهمت أعدادا كبيرة من محتويات الأرشيف، بينها ملفات موظفين ومنح أراض ومخططات ومصورات جغرافية. وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان، أن ضباطا من قسم التحقيق والأدلة الجنائية باشروا سريعا رفع عينات من موقع الحريق لمعرفة أسبابه، قطع أمين جدة الدكتور هاني أبو راس اجتماعا له في مبنى الأمانة الرئيسي، واتجه إلى موقع الحادث، وأكد أنه لا يمكنه التكهن بأي دوافع أو عمل متعمد وراء الحادث حاليا، وأن إجرءات التحقيق التي تجريها الجهات المختصة ستكشف التفاصيل. وشدد أبو راس على أن الأمانة سوف تستغل يومي إجازة نهاية الأسبوع لإعادة الأرشيف إلى وضعه الطبيعي، ليبدأ العاملون فيه مباشرة أعمالهم السبت مباشرة، لضمان عدم تعطل مصالح المواطنين المرتبطين بفرع بلدية بريمان، وأنه سيتم العمل على رفع الضرر وتنظيف المبنى، وفي حال تعذر ذلك فسوف يتم تأمين مبنى آخر قريب لحين إنهاء أعمال ترتيب الفرع كون الحريق لم يأت على كامل الأرشيف وإنما الجزء الشرقي منه فقط. وحول مدى تضمن الأرشيف ملفات خاصة تتعلق بمشاريع كان يقوم عليها عدد من الموظفين والمسؤولين الموقوفين على خلفية كارثة سيول جدة، وتجري محاكمتهم حاليا، ومدى تخوفه من ضياعها وفقدانها، أكد أنه لن يتحدث قطعيا في هذا الأمر، قائلا "التحقيقات من قبل الدفاع المدني لمعرفة سبب نشوب الحريق جارية، ولا نريد أن نستبق الأحداث والتحقيقات". إلى ذلك، استبعدت مصادر "الوطن" أن يكون الحريق مفتعلا، مبررة ذلك بأن الأرشفة أصبحت إلكترونية ومرتبطة بأمانة جدة، وأن ما يتعلق بطلبات المنح مرتبط أيضا بقاعدة بيانات مركزية لدى وزارة الشؤون البلدية والقروية، ولا يمكن أن تتغير هذه البيانات باحتراق أي أوراق داخل الأرشيف.