- الوظيفة تعب من الوظيفة والمكتب والأوراق ،أضناه تكرار العمل ، وسئم طول الجلوس وندرة الإجازات،أراد أن يتمرد على الواقع .. يسافر بعيدا ويستمتع بعبق الحرية ويسترخي بين المنتجعات الراقية والشواطئ الحالمة . قرر تقديم استقالته . ذهب في رحلة الأحلام الطويلة الباذخة . وبعد زمن .. عاد إلى أرض الواقع ، بدأ يبحث عن وظيفة ، لم يجد شيئا .. تعب من البحث وأضناه التوسل ... حار في قوت يومه، وأخيرا رضي بوظيفة مؤقتة بسيطة بأجر منخفض.. في منتجع محلي على الطرف الساحلي من مدينته! حوار! - أمك جاءت وتركت أباها وأمها . أنا كذلك . كل ذلك من أجلكم ! - نحن لا نريد منك شيئا سوى «مصلحتك» .. هل تقدر ذلك ؟! - نذهب في الصباح الباكر ونعود آخر النهار.. نبذل المستحيل من أجلكم . ماذا فعلت -أنت- من أجل نفسك؟! - أمامك خياران : إما أن تستمع إلينا ، وإما أن تعلن الخروج عن طاعتنا . انتهى الحوار.. مضت ثلاثة أشهر.. وما زال البحث عنه جاريا. القفز بالزانة قفز فوق طوابير الصابرين بقدرة قادر .. نظروا إليه بامتعاض .. نفد صبرهم فخلعوا رداء تحضرهم .. تفرقوا في كل اتجاه يبحثون عن طريقة أسرع توصلهم إلى غاياتهم.. وعمت الفوضى.... الأحمق قبلت دعوته للحوار والجدال.. فأنا صاحب صولات وجولات وعندما بدأ السجال وحمي الوطيس جرني بقوة إلى مستواه ،وفيه صال وجال، لم أعد أفرق بين الكلمات واللكمات .. هزمني بالخبرة في ذلك المستوى!