كشف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عن تضاعف حجم الإنفاق على البحث العلمي في المملكة لأكثر من 108 أضعاف خلال عشر سنوات، فيما استبعد النية لإيقاف برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مطالبا مسؤولي الجامعات بعدم تعليق تقصيرهم على نظام مجلس التعليم العالي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير أمس، بمناسبة انطلاق المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي بعد غد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأشار العنقري إلى أن المؤتمر يهدف إلى خلق اتصال مباشر بين 55 مؤسسة تعليم عال سعودية، ونحو 400 جامعة عالمية، لغرض إنشاء شراكات علمية وبحثية، ورفع مستوى التدريس في الجامعات المحلية. وكشف عن أن عضو هيئة التدريس سيكون محور النقاش خلال المؤتمر للعام المقبل. وأكد العنقري أن المعرض استقطب 85 جامعة من بين أفضل 100 جامعة في التصنيف العالمي للجامعات، والنسبة الأخرى من بين أعلى الجامعات. وشدد على أن الهدف من المعرض ليس التسويق لجامعات عالمية، وإنما بناء شراكات علمية في كافة مؤسسات التعليم العالي في المملكة ونظيراتها العالمية. وأشار إلى اعتذار الوزارة من مجموعة من الجامعات لعدم وجود مساحة كافية. واستبعد العنقري النية لإيقاف برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لفائدته الكبيرة وأهميته، مشيرا إلى أنه لا يفترض توقف البرنامج، إلا أنه قد يتسع أو يضيق حسب الحاجة. وفي سياق آخر، أوضح أن الإنفاق على البحث العلمي في المملكة تضاعف عدة مرات خلال عشر سنوات. وقال إن دراسة تطبيقية عن واقع البحث العلمي في المملكة، أشارت إلى أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي في المملكة من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفعت من 0.01% إلى 1.08% خلال العام الماضي، نتيجة استثمار الدولة في مراكز البحث العلمي في الجامعات، ومراكز التميز، إضافة إلى استثمارات الشركات الأهلية داخل الجامعات. ووجه وزير التعليم العالي رسالة إلى المقصرين في الجامعات المحلية خلال إجابته على سؤال حول المطالبات بإعادة صياغة نظام مجلس التعليم العالي بما يحقق الاستقلالية الكاملة للجامعات، قائلا "يجب ألا يعلق أحد تقصيره على أمر قد لا يكون هو السبب"، لافتا إلى أن النظام الحالي، يوفر للجامعات الاستقلالية الأكاديمية عبر مجالس الجامعات التي تتخذ قراراتها ذاتيا، علاوة على تصرفها في العائدات المالية دون تدخل من أي جهة. وقال "لا يوجد ما يمنع الجامعات من التميز، والدليل أن جامعتي الملك فهد، والملك سعود حققتا إنجازات علمية متميزة في ظل النظام القائم"، مضيفا أن الجامعات تحتاج إلى الصلاحيات والمرونة والمحاسبة. ولفت العنقري إلى أن المؤتمر سيناقش كيفية الحصول على مؤسسات تعليم عال ذات نوعية عالية ومرموقة في جانب التدريس تطور منظمة التعليم العالي فيها، كأحد القضايا البارزة ضمن محاوره بمشاركة 18 متحدثا، منهم اثنان من السعودية والآخرون من مختلف دول العالم، إلى جانب 74 ورشة عمل في مختلف قضايا التعليم العالي. ويشارك في الدورة الثالثة للمعرض الذي تنظمه وزارة التعليم العالي أكثر من 450 جامعة ومؤسسة تعليم عال من 39 دولة، منها 55 جامعة ومؤسسة تعليم عال سعودية. وأشار الوزير إلى التوجه نحو توسيع نطاق نشاط البحث العلمي، وتحول عدد من الجامعات إلى جامعات بحثية، في الوقت الذي تتوجه فيه جامعتا الملك عبدالعزيز، وأم القرى لبناء مراكز بحث علمي، واستقطاب شركات عالمية، على غرار واحات العلوم بجامعتي الملك سعود، والملك فهد. وأوضح العنقري أنه لا توجد نية لنقل المعرض إلى مناطق أخرى في المملكة، نظرا لكبر حجمه، وعدد من الظروف الأخرى التي لا تساعد على الانتقال، إضافة إلى أن إشكالية البعد الجغرافي عن الآخرين لن تزول بنقل المعرض، مشيرا إلى وجود تسهيلات للراغبين في الزيارة من المناطق المختلفة، إضافة إلى نقل الفعاليات فضائيا عبر قناة التعليم العالي التلفزيونية "عالي"، وموقع الوزارة على الإنترنت.