استؤنفت أمس في إسطنبول المفاوضات بين إيران والدول الكبرى حول ملف طهران النووي في ظل أجواء إيجابية، فيما عرضت الولاياتالمتحدة عقد اجتماع ثنائي مع إيران، قوبل بالرفض، وفقا للمصادر الإيرانية. وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون عقب الجلسة الأولى من المحادثات، إن المباحثات مع إيران "إيجابية" و"تختلف تماما" عن المرة السابقة. وأضاف مايكل مان "يبدو أن مبادىء مفاوضات جديدة متوفرة"، مشيرا إلى أن "هناك رغبة في تحقيق تقدم جوهري". وقال مندوبون يشاركون في المحادثات إن النتيجة الأكثر طموحا لهذا الاجتماع ستكون قرار عقد اجتماع آخر لمناقشات معمقة خلال مهلة معقولة في بغداد على الأرجح، كما ذكرت طهران. وأوضح عضو بأحد الوفود أن "أحدث رد أعطته إيران هو أنها مستعدة للجلوس إلى الطاولة والتحدث عن الملف النووي. بالنسبة لنا ستسمح هذه المحادثات بالتحقق من ذلك". وأضاف "لا ننتظر شيئا محددا. لكننا سنتحدث عن إمكانية الاجتماع مجددا خلال أربعة أو ستة أسابيع إذا كان ذلك ممكنا". وكان آخر اجتماع بين إيران ومجموعة 5+1 عقد في يناير 2011 بإسطنبول ولم يتح التوصل إلى اتفاق. وتضم المجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) وألمانيا. من جانبها، أعربت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لعقد لقاءات ثنائية مع إيران كما قال مايكل مان، وهو ما وافق عليه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية. لكن وكالة فارس الإيرانية نفت موافقة جليلي على عقد اجتماع مع المبعوث الأميركي. ولم تذكر الوكالة اسم الدبلوماسي الأميركي، لكن الوفد الأميركي المشارك في المحادثات بين ترؤس ويندي شيرمان مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية. في المقابل، قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي يرأس وفد موسكو في المحادثات، إن الأجواء بين الجانبين بناءة والأمور "تسير بشكل جيد". من جهته، قال مصدر مقرب من الوفد الإيراني أمس إن إيران اقترحت مبادلة اليورانيوم المخصب لديها بقضبان وقود نووي مصنوعة في الخارج ليتم استخدامها في محطات الطاقة النووية المدنية. وبمقتضي هذا الاقتراح ترسل إيران اليورانيوم المخصب بنسبة 5ر3% لتحوله روسيا وفرنسا إلى وقود، وذلك كمحاولة واضحة من جانب إيران لإحياء خطة سابقة منيت بالإخفاق. وبالإضافة إلى ذلك اقترحت إيران تحويل اليورانيوم الذي قامت بتخصيبه إلى مستوى أعلى تبلغ نسبته 20% إلى وقود بنفسها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما قال المصدر.